القديس بولس الرسول
القمص
تادرس يعقوب ملطي
حوار في طرسوس
الآن
نحن على الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط في مدينة طرسوس، عاصمة
كيليكيا الغنية، التابعة للدولة الرومانية.
في
الحيّ اليهودي، جلس الصبي الصغير شاول بجوار والده، وصار يسأله:
"يبدو
لي يا أبي أن صديقك يحترمك لأنك روماني الجنسية؛ ماذا تعني الجنسية
الرومانية؟"
أجاب
الأب بابتسامة:
"أنت
تعلم يا شاول أننا عبرانِيَّون، ونعتز بذلك. أنا فريسي، وأنت أيضًا تصير فريسيًّا:
تحفظ الشريعة اليهودية، وكل ما تسلَّمْناه من آبائنا، وتسلك في طاعة الله.
وفي
نفس الوقت أنا روماني، قد اقتنيت هذه الجنسية بثمنٍ كثير لكي تصير كل العائلة
رومانية".
سأل
الصبي شاول: "وما فائدة هذه الجنسية؟"
أجاب
الوالد: "عندما تكبر يصير لك الحق الاشتراك في مجلس المدينة، ويكون لك حق
التصويت بخصوص القوانين التي تصدر هنا".
تدخَّلت
الأم وقالت: "الجنسية الرومانية لقب يعطينا الكرامة والحماية، يمَكَّنُنَا إن
شعرنا بظلم أن نرفع شكوانا إلى قيصر روما... ولا يمكن للجند الرومان هنا أن
يستخدموا معنا العنف..."