أكد لنا السيد المسيح وهو على الصليب أن هذا اللص الذى عُلق
على يمينه قد اغتصب الملكوت. لقد بدأ بمعايرة السيد المسيح، لكنه أدرك
خطاياه وحاجته إلى السيد المسيح كمخلص لـه. لقد تمتع بالوعد الإلهى: "اليوم
تكون معى فى الفردوس". (لوقا 23: 39ـ 43). وصار هذا الوعد سر بركة
للمؤمنين عبر الأجيال.
أنت لم تنصت الي الحيه بل ** اخطأت امي وأصغت لنداها
انت لم تقطف من الجنه بل ** قطفت امي حراما من جناها
أنت قدوس طهور بينما ** انا من شرد في الأرض وتاها
أنت عالٍ في سماء انما ** انا ابن الأرض اصلي من ثراها
انت رب واله وانا ** عبدك الإثم من يعصي الإلها
فلملذا انت مصلوب هنا **وانا الخاطي حر اتباهي
حكمه يا رب لا أدركها ** وحنان قد تسامي وتناهي
عجبا يا رب ماذا قد جري ** وعلام كرههم فيك علام
عشت يا مولاي حينًا بينهم ** تنزع البغضاء منهم والخصام
كنت يا قدوس قلبًا مشفقًا ** فملأت الكون حبا وسلاما
كنت رجلًا لكسيح ويدًا ** لأشل وأبًا بين اليتامي
قد أقمت الميت والأعمي رأي **والطريح المقعد اشتد وقام
فلماذا قامت الدنيا علي ** شخصك الحاني وزادت في اذاها
ولماذا أنت مصلوب هنا ** وانا الخاطي حر اتباهي
حكمة يا رب لا أدركها ** وحنان قد تسامي وتناهي
أنا اولي منك بالصلب انا ** صاحب العار الذي لوث نفسه
أنا من ضيع ويحي يومه ** في ضلال مثلما ضيع أمسه
أنا من يسعي الي الموت وفي ** نشوه أو سكرة يحفر رمسه
أنا ظمآن تولي مسرعًا ** يرتجي الحيه ان تملأ كأسه
أيها المصلوب يا من قد رأي ** كل من في العالم الناكر قدسه
كلما طافت بك العين انزوت ** نفسي الخجلي يغطيها بكاها
فلماذا انت مصلوب هنا ** وانا الخاطي حر اتباهي
حكمة يا رب لا ادركها ** وحنان قد تسامي وتناهي