الأفريقي
الذي حمل صليب المسيح
القمص تادرس يعقوب ملطي
حوار عائلي
على ظهر السفينة
وفي أحد الأركان اجتمع سمعان القيرواني بزوجته وابنيه الكسندروس وروفس.
قال الابن الأصغر روفس:
"كنت أفكر في هذه الرحلة السنوية الممتعة.
إن كنا نجتمع كل صباح ومساء لنصلي ونقرأ في الكتاب المقدس في بلدنا القيروان، لكن عيد الفصح هو فرصة رائعة نجتمع فيها معًا الليل والنهار، إنني مشتاق أن أرى هيكل أورشليم العظيم، وأفرح بالملايين من البشر القادمين من كل بقاع العالم كأسرة واحدة.
عجيب هو الله الذي خلص آباءنا من عبودية فرعون، ووهبهم كنعان بكل خيراتها...
لكن خطر لي فكر لا أعرف له إجابة:
"هل يُسَرّ الله بدماء عشرات الألوف من الحملان؟
هل يحتاج الله إلى دم حملان وهو خالق العالم كله؟!
ولماذا تتكلف العائلات مشقة السفر من كل أقطار العالم لتجتمع معًا في أورشليم وتقدم الذبائح؟
هل دم الحيوانات تصالح الله مع الإنسان؟"
بابتسامة عذبة أجابه سمعان، قائلاً:
"حسابات الله غير حسابات الإنسان،
نحن نحسب الأمور بفكر زمني مادي، فإن عيد الفصح هذا يكلف اليهود الملايين من الفضة... لكنه يأتي وقت يزول فيه الذهب والفضة وكل ما في العالم المنظور، لنعيش مع الله أشبه بالملائكة. هناك نتمتع بالمجد السماوي، ونشترك مع السمائيين في تسابيحهم. عندئذ ندرك أن حياتنا هذه قد عبرت كبخار أو كظل أو كحلم... لكنها حياة ثمينة عبرت بنا إلى السماء.
أما بالنسبة للحملان، فبالمنطق لا يقدر حمل أن يتوسط بين الله والإنسان. ثم إنه لا فضل للحمل في شيء، فالإنسان هو الذي يذبحه..."
سأل روفس:
"إذن ما الحاجة إلى عيد الفصح؟
ولماذا تُذبح كل هذه الحملان؟"