شخصية برنابا
لقد كان اسمه الأول « يوسف » لكنه عرف فيما بعد باسم « برنابا » ومعناها « ابن الوعظ أو ابن التعزية أو ابن التشجيع »، وأياً كانت الترجمة فإنه من الواضح أن الرجل كان يملك لساناً فصيحاً ساحراً يتكلم به إلى الناس، واعظاً، ومعزياً، ومشجعاً، وكانت كلماته تبلغ الأعماق، ونتعلم منه:-
1- برنابا غير المتعصب: " وَهُوَ لاَوِيٌّ قُبْرُسِيُّ الْجِنْسِ "(أع4: 36)، لم يفعل كالباقين الذين نتيجة لتعصبهم الأعمى للناموس أسلموا إبن الله وقتلوه، وما أكثر العميان الذين وضعوا عصابة على أعينهم لئلا تضئ لهم انارة إنجيل مجد المسيح الذى هو صورة الله، وهؤلاء قال عنهم الرب يسوع "اُتْرُكُوهُمْ. هُمْ عُمْيَانٌ قَادَةُ عُمْيَانٍ. وَإِنْ كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى يَسْقُطَانِ كِلاَهُمَا فِي حُفْرَةٍ»"( مت15: 14).
2- برنابا المضحى من أجل الرب: "إِذْ كَانَ لَهُ حَقْلٌ بَاعَهُ وَأَتَى بِالدَّرَاهِمِ وَوَضَعَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ" (أع4: 37)، عند ما إمتلك الرب على قلب برنابا إمتلك أمواله أيضاً، ما أصعب هذه المنطقة فى حياة الكثيرين من المؤمنين، برنابا وضع الكل لأجل الرب وعند أقدامه، وأنت وأنا صديقى هل نحن أيضاً أمناء فى مال الرب؟
3- برنابا المشجع: "فَأَخَذَهُ بَرْنَابَا وَأَحْضَرَهُ إِلَى الرُّسُلِ وَحَدَّثَهُمْ كَيْفَ أَبْصَرَ الرَّبَّ فِي الطَّرِيقِ" (أع9: 27)، إن الوعظ لم تسمع أو نقرا له أية عظة، ولكن كان يفعل ذلك عملياً فها هو يشجع شاول الطرسوسى بعد تجديده ويحتضنه، وهكذا فعل ذلك مع الكثيرين فيقف بجانب مرقس الذى رفُض من الرسول بولس، فبرنابا صاحب القلب المشجع للآخرين.
4- برنابا المؤيد من الروح القدس: "وَبَيْنَمَا هُمْ يَخْدِمُونَ الرَّبَّ وَيَصُومُونَ قَالَ الرُّوحُ الْقُدُسُ: «أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ لِلْعَمَلِ الَّذِي دَعَوْتُهُمَا إِلَيْهِ»" (أع13: 2)، خرج يخدم وهو مؤيد بالروح القدس فهو صاحب الدعوة، ونحن كيف قابلنا دعوتنا؟ هل من الناس أم من ذواتنا؟ ما أروع أن يكون الرب القدس شريكنا فى الدعوة ومؤيدها.
5- برنابا المضطهد من أجل المسيح: "وَلَكِنَّ الْيَهُودَ حَرَّكُوا النِّسَاءَ الْمُتَعَبِّدَاتِ الشَّرِيفَاتِ وَوُجُوهَ الْمَدِينَةِ وَأَثَارُوا اضْطِهَاداً عَلَى بُولُسَ وَبَرْنَابَا وَأَخْرَجُوهُمَا مِنْ تُخُومِهِمْ. أَمَّا هُمَا فَنَفَضَا غُبَارَ أَرْجُلِهِمَا عَلَيْهِمْ وَأَتَيَا إِلَى إِيقُونِيَةَ. وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَكَانُوا يَمْتَلِئُونَ مِنَ الْفَرَحِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ" (أع13: 50-52)، كم تحرك العدو نحو أولاد الله وخدامه بإضطهاد وشكوى وضرب ورجم، ولكن فى كل هذا ليس الحزن والشكوى بل الفرح والإمتلاء من الروح القدس.
6- برنابا الذى لايأخذ مجد سيده: " فَلَمَّا سَمِعَ الرَّسُولاَنِ بَرْنَابَا وَبُولُسُ مَزَّقَا ثِيَابَهُمَا وَانْدَفَعَا إِلَى الْجَمْعِ صَارِخَيْنِ:«أَيُّهَا الرِّجَالُ لِمَاذَا تَفْعَلُونَ هَذَا؟ نَحْنُ أَيْضاًبَشَرٌ تَحْتَ آلاَمٍ مِثْلُكُمْ نُبَشِّرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا مِنْ هَذِهِ الأَبَاطِيلِ إِلَى الإِلَهِ الْحَيِّ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا." (أع14: 14-15)، حاول الجمع أن يعطى بولس وبرنابا مجداً لصنعهما آيات وعجائب، ولكنهما أخذا أنظار الجميع ثانيةً إلى الله الحى القدير، السؤال كم مرة أخذنا مجد الله وسلبناه لأنفسنا؟، أصلى أن يعود المجد لله فى كل خدمة ومعجرة وإستخدام من الرب لنا.
7- برنابا بشر مثلنا جميعاً: "لأَنَّهُ قَبْلَمَا أَتَى قَوْمٌ مِنْ عِنْدِ يَعْقُوبَ كَانَ يَأْكُلُ مَعَ الأُمَمِ، وَلَكِنْ لَمَّا أَتَوْا كَانَ يُؤَخِّرُ وَيُفْرِزُ نَفْسَهُ، خَائِفاً مِنَ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الْخِتَانِ.وَرَاءَى مَعَهُ بَاقِي الْيَهُودِ أَيْضاً، حَتَّى إِنَّ بَرْنَابَا أَيْضاًانْقَادَ إِلَى رِيَائِهِمْ!" (غل2: 12-13)، جميعنا بشر ونحن نعترف أننا أوانى خزفية ضعيفة ليكن القوة لله لا منا، راءى يطرس وكل اليهود وما أصعب التعبير "حتى إن"، وكأنه يقول هذا ليس متوقعاً، لكننا معرضون للضعف، فلا تفشل صديقى فالله يستطيع أن يقيمك من جديد فى خدمتك وأيضاً يستطيع أن يرد القلب إن أصابه الرياء فى الخدمة، وتذكر "لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَ الْمَحَبَّةِ وَ النُّصْحِ" (2تى1: 7)..
0 التعليقات:
إرسال تعليق
سلام ونعمه