علاقة المسيحيين العرب باللغة العربية

 علاقة المسيحيين العرب باللغة العربية

أقدم الكتابات العربية الشمالية وجدت على أبواب الكنائس

أثرى الكثير من شعراء المسيحيين وغيرهم اللغة العربية بتعبيرات لم يسبقهم إليها أحد

– عمالقة حركة الترجمة كانوا فلاسفة ومفكرين مسيحيين أمثال «قسطا بن لوقا»، و «حنين بن إسحاق»

– نشر المسيحيون العرب الكثير من المؤلفات التي تثبت اتفاق العقيدة المسيحية رغم اختلاف الفلسلفات والمصطلحات كثيراً ما كنا نسمع في حداثتنا كمسيحيين
- أن اللغة العربية هي لغة الإسلام، وأن المسيحيين العرب تحدثوا بها مجبرين بعد دخول الإسلام مصر، ونسي البعض أو تناسى أن اللغة العربية لم تكن مقصورة على المسلمين، لأنها كانت موجودة قبل الإسلام، وتحدث بها بعض من المسيحيين العرب، والمؤسف أن الجيل الجديد من المسيحيين بات لا يعرف إلا القليل من لغتنا العربية الجميلة، وصار عدواً لدوداً للغة العربية، حتى إنك لا تندهش إذا رفض الكثير من المسيحيين الفيلم المزمع إنتاجه تحت عنوان «المسيح العربي»، فالأغلبية المسيحية الرافضة ترى أن المسيح ليس عربيا ولم يتحدث العربية، ولا يصح أن يتم إنتاج فيلم عن المسيح من وجهة نظر إسلامية، فالإسلام ينفي عن المسيح الصلب والقيامة، رغم ان المسيح نشأ وعاش فى أرض فلسطين الشرقية، كما أنك قد تتعجب إذا عرفت أن بعض من المسيحيين اعترضوا على طالبة مسيحية تدعي «كريستين حنا» لأنها اختارت أن تتخصص في اللغة العربية وتتفوق في دراستها ويتم تعيينها في قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية التربية ببورسعيد. لقد استعرب المسيحيون شيئاً فشيئاً، في مصر والعراق وفي الشام وأصبحت اللغة العربية حلقة الاتصال بين جميع المسيحيين في الشرق، وحلت اللغة العربية مكان اليونانية، وربطت بين الروم والسريان والأقباط، والمسيحية التي لا تعرف لغة مقدسة معينة صارت ديانة مقبولة في شتى بقاع العالم، بل انتشرت في الشرق الأوسط بفضل المسيحيين العرب مثل «بطرس البستاني» و «ناصيف اليازجي»، اللذين شاركا في ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة العربية. لقد بدأ المسيحيون العرب يشعرون بتحديات منذ دخول الإسلام مصر، فالقرينة الجديدة التي عاشوا فيها دفعتهم لصياغة إيمانهم بتعبيرات لغوية بمفردات جديدة، مع حفاظهم علي أسس إيمانهم.



بداية الكتابة العربية يرى الاب سمير خليل اليسوعي، أنه لا أحد من العلماء يشك أن الخط العربي يرجع إلي أصل مسيحي، فأقدم الكتابات العربية الشمالية وجدت على أبواب الكنائس، مثل «كتابة خرائب زبد، المكتوبة بثلاث لغات اليونانية، السريانية، والعربية سنة 51م، وكذلك نقش حران باليونانية والعربية المنقوش سنة 568م» ويؤكد جواد على، أن الذين كتبوا بالقلم العربي الشمالي، الذي أخذ منه قلم مكة، هم من العرب النصارى، خاصة رجال الدين لحاجتهم إلى الكتابة في تعليم أولاد النصارى الكتابة، وتثقيفهم ثقافة دينية. فكانوا يعلمونها في المدارس الملحقة بالكنائس.

أثري الكثير من شعراء المسيحيين وغيرهم اللغة العربية بتعبيرات لم يسبقهم إليها أحد، فأصبحت وما زالت، على ألسنة كثيرين، ويسرد «لويس شيخو» بعضاً من أبيات الشعر لشعراء المسيحية ما زال يرددها البعض حتي الآن، ففي قصة تتعلق «بحنظلة الطائي» قال «شريك بن عمر»: فـإن يك صدر هذا اليوم ولي فإن غداً لناظره قريب، وعند الحديث عن القناعة بالسلامة قال الشاعر المسيحي «امرؤ القيس»: وقد طوفت في الآفاق حتي رضيت من الغنيمة بالإياب.وهناك بعض من أخبار شعراء المسيحية الأوائل، مثل «حنظلة الطائي» الذي عرف معني الوفاء في النصرانية، وكان شاعراً إنسانيا و «هند بنت النعمان» التي عاشت مسيحية حتي ماتت ولها دير باسمها في الحيرة بالعراق و «عدي بن زيد العبادي» شاعر الحيرة، وله الكثير من الشعر الديني، وكان شعره يعكس إحساسا إنسانياً مسيحياً، والأعشي الكبير، الذي فضله «يدعود» على سائر شعراء الجاهلية، وانتظمت أوزانه الشعرية وأصبحت موسيقاها محببة إلى كل الآذان، وقصائده تصور أفكار مسيحي، يدعو فيها إلى تعاليم مسيحية و «أمية بن الصلت» الذي اطلع على التوراة والأناجيل، وفي شعره الكثير من مقتبسات الكتب المقدسة و «عمر بن كلثوم» الشاعر المسيحي الشجاع، حين كان يمر بالقتلى والجرحى لا يتأثر وكان يعرف العربية كتابة وتدويناً و «قس بن ساعدة»، الذي انتفع الأدباء بشعره في الجاهلية وعرفوا منه أخلاقه وديانته وإيمانه بالمسيحية و«النابغة الذبياني» الذي عكس المعاني النصرانية على بعض صور شعره، وكان من الشعراء الذين كانوا يكتبون العربية و «ورقة بن نوفل» الذي كتب بالعربية من الإنجيل ما شاء أن يكتب، واعتزل عبادة الأوثان في الجاهلية وطلب وقرأ الكتب، وقال في وحدانية الله وقدرته وبقائه.

 الدور المسيحي في الترجمة اختلف الدارسون حول وجود ترجمة عربية للكتب المقدسة ترجع إلى ما قبل الإسلام من عدمه، فقد دافع الاب «لويس شيخو» عن وجود ترجمة عربية في الجاهلية، وتبعه «عبدالمسيح المقدسي» في مقال قيم ظهر في مجلة «المشرق»، أما الدكتور «جواد علي» فلم يستبعد وجود ترجمات للكتاب المقدس في الحيرة، لما عرف عنها من تقدم في الثقافة وفي التعليم. في الوقت الذي كتب فيه «ابن النديم» فهرسته «سنة 988م» كانت ترجمة كل من العهدين القديم والجديد موجودة في العربية في أكثر من تعريب وقد نقل إلينا أن رجلا يسمى «أحمد بن عبدالله بن سلام» قد ترجم التوارة إلى العربية في عهد «هارون الرشيد» وهناك ما يدل على أنه حتى في الشطر الأخير من القرن السابع كانت توجد ترجمات لبعض أجزاء التوراة إلى العربية، أما عن السريانية أو عن الترجمة اليونانية السبعينية. ويشير «الطبري» في حوادث سنة 61 هجرية، إلى أن «عبدالله» ابن فاتح مصر قد قرأ سفر دانيال ولكن أول ترجمة مهمة للعهد القديم، كانت تلك التي قام بها «سعيد الفيومي المصري» «89 -94م» وهي الترجمة التي ظلت إلي يومنا هذا يعتمدها اليهود الذين يتكلمون العربية.

 نشر المسيحيون العرب الكثير من المؤلفات التي تثبت اتفاق العقيدة المسيحية رغم اختلاف الفلسلفات والمصطلحات، ومنذ القرن التاسع الميلادي حتى منتصف القرن الثالث عشر ظهرت عدة مؤلفات لاهوتية مثل: مقالة «لنجم الدين» رداً على «باشوش الضرير»، مقالة «لعلي بن داود الأرفادي»، وهو مؤلف سرياني من أرفاد «بجوار حلب» عاش في مطلع القرن العاشر. مقالة للقس «الملكي أبي علي نظيف بن يمن» الطبيب البغدادي، المتوفي سنة 990م، مقالة لأنبا «سويرس بن المقفع»، أسقف الأشمونيين «بالقرب من ملوي» في صعيد مصر، وهو أشهر مؤلف قبطي في أيامه، وتوفي سنة 1000 ميلادية، مقالة «لابي الفرج عبدالله بن الطيب»، أستاذ الطب والفلسفة الأرسطوطالية، المتوفي سنة 1043م، مقالة «ليحيي بن جرير التكريتي السرياني» داخل موسوعته المعروفة «كتاب المرشد» توفي نحو سنة 1080م، مقالة «لطفي الدولة أبي الفضائل ابن العسال القبطي»، وضعها سنة 136م، وهي باب من أجود كتبه اللاهوتية المعروف «فصول مختصرة في التثليث والاتحاد» شعراء مسيحيون عماد توماسبلغ الأدب العربي شوطاً كبيراً قبل عصر الكتابة والتدوين، فكان ينقل شفاهة من جيل إلي جيل ومن موقع إلي موقع واللغة العربية في عصورها الأولي شأنها شأن سائر اللغات، تداولها أصحابها أولا قبل الكتابة. وأدي الاعتماد علي الذاكرة أن يكون للشعر نصيب أوفر من النثر في التدوين فيما بعد، حيث إن الشعر بأوزانه وموسيقاه وقوافيه كان أيسر من النثر للذاكرة، ويورد الدكتور «عبدالمسيح اسطفانوس» بعضاً من النثر المرسل والمزدوج والمسجع، الذي لا يتقيد بوزن أو قافية ويتحد في فواصله في الوزن دون اتفاق في القافية ويعتمد على السجع، فقد قدم السقاف أمثلة من النثر المسجوع قبل الإسلام منها قول «الزبراء الكاهنة»: واللوح الخافق، والليل الغاسق، والصباح المشارق، والنجم الطارق، والمزن الوادق،…. وقول «ربيعة بن ربيعة» وهو يصف القيامة: يوم يجمع فيه الأولون والآخرون، يسعد فيه المحسنون ويشفي فيه المسيئون…، كذلك قول الأسقف «قس بن ساعده»: ليل دارج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وجبال مرساة، وأرض موحاة، وأنهر مجراه، إن في السماء لخيراً وإن في الأرض لعبراً. ويؤكد د.اسطفانوس على أن هذا النثر الذي وصل إلينا يقدم صورة كبيرة لما كان عليه النثر في ذلك العصر.

 كما أن عمالقة حركة الترجمة كانوا فلاسفة ومفكرين مسيحيين أمثال «قسطا بن لوقا»، و «حنين بن إسحاق»، و «يحيي بن عدي»، و «تيموثاس الأول»، و «أبي فرج بن الطيب»، وغيرهم ومن المعروف تاريخيا أن الخليفة العباسي المأمون كان قد أسس «دار الحكمة» في مدينة بغداد، ودار الحكمة هي «دار نشر» اهتمت بنقل التراث الفلسفي غير العربي إلى اللغة العربية وقد برع في دار الحكمة بشكل خاص «حنين بن إسحاق»، العالم السرياني الذي كان يتقن ثلاث لغات إلي جانب السريانية: «الفارسية، واليونانية، والعربية» وقد قام بترجمة العديد من الكتب إلي العربية مثل كتاب «السياسة» لأفلاطون من اليونانية إلي العربية، وفي عهد المأمون «813 -833» ترجم «الحجاج بن يوسف بن مطر الحاسب»، وهو نسطوري من الكوفة، من اللغة السريانية إلي اللغة العربية الكتب التسعة من العناصر لإقليدس. السواد الأعظم من هؤلاء النصارى كانوا من البلاد الواقعة ضمن الهلال الخصيب، وكانوا في الكثير من الأحيان يجيدون إلي جانب لغتهم الأصلية، أي الآرامية أو السريانية، لغة الثقافة القديمة أي اليونانية، ولغة الفاتحين الجدد: العربية وهذا ما دفع الخلفاء إلى الاستعانة بأعداد كبيرة منهم لنقل ثروات الثقافتين اليونانية والسريانية إلي لغة العرب. ومهما يكن من أمر فإن الفلاسفة والنقلة المسيحيين كانوا ولسوف يعتبرون دوماً من أعظم من عرفهم التاريخ العربي، فمن يتكلم عن الترجمة عند العرب، لا يسعه إلا أن يذكر «حنين بن إسحاق» وتلامذته، ومن يحصي كبار الفلاسفة العرب منصفا لابد له أن يسجل، إلى جانب «ابن سينا» و «الفارابي»، «يحيي بن عدي» و «أبا بشر متى بن يونس»

 لماذا استمرت المسيحية فى مصر؟ يبقى السؤال أيضا لماذا التشديد في هذه الأيام علي انتشار المسيحية في قلب البلاد العربية وإغناء المسيحيين الحضارة العربية ما قبل الإسلام «وبعده أيضا»؟ هل لا نزال نشعر بعقدة الأقلية التي لا تفتأ تحس بشيء من الإمحاء؟ هل يريد البعض أن يقول أن اللغة العربية قد استنبطها المسيحيون لتأكيد عروبتهم تجاه من يخونهم ويجعلهم عملاء؟

 والسؤال الأهم اليوم هل بقي من دور مميز للمسيحيين العرب؟ سابقا كانوا وسطاء لنقل المعارف أما الآن فهم يقبعون داخل أسوار كنائسهم، ولعل القارئ للتاريخ يدرك لماذا اندثرت المسيحية في شمال افريقيا، واستمرت في مصر، السبب في رأيي هو التحول الذي طرأ على المسيحيين وانتقالهم لتعلم اللغة العربية والتعبير عن إيمانهم بهذه اللغة.


هوامش – علي ، جواد. المفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام- الجزء الثامن. بغداد: جامعة بغداد،1993. – زيدان، جرجي. تاريخ آداب اللغة العربية في عصر الجاهلية وعصر الراشدين والعصر الأموي – الجزء الأول. القاهرة: مطبعة الهلال بالفجالة. 1911. – وهبة، نجيب. شعراء المسيحية فى شبة الجزيرة العربية. القاهرة: المؤلف،2005. – خليل، سمير. دور المسيحيين الثقافي في العالم العربي(1). بيروت: دار المشرق، 2004. – قنواتى، جورج. المسيحية والحضارة العربية.القاهرة: دار الثقافة، 1992. – ابن النديم. الفهرست. بيروت: دار المعرفة، بدون. – متى، فيليب. تاريخ العرب- عصر ما قبل الإسلام. القاهرة: بدون،1949. – اسطفانوس، عبد المسيح. المسيحية والمسيحيون واللغة العربية فى القرن القرون الأولى حتى سنة 600م. القاهرة: المؤلف.2007. – سمير، خليل. المسيحية عبر تاريخها فى المشرق. بيروت: دار المشرق،2004 – شيخو، لويس. علماء النصرانية في الإسلام 622- 1300. تحقيق وتقديم: كميل حشيمه. جونيه: المكتبة البولسية، 1983.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يمكن أن نحدّد دوراً مؤثراً وفاعلاً للمسيحية في الاسلام منذ ظهوره، إذ إن المسيحيين بكل مذاهبهم في الجزيرة العربية لم يواجهوا الاسلام ولا قاتلوا أتباعه، بل كانوا سنداً له، وما وفد النبي محمد الى نجاشي الحبشة إلّا دليلاً على ثقة النبي بأن هذا الوفد سيلقى الترحيب ويعود سالماً. ثم كان الدور الأول للمسيحيين في المشرق العربي بنقل الفكر الهليني والعلوم الى اللغة العربية ما أثرى الفكر العربي، الذين ساهموا في بنيانه تأليفاً وترجمة، فكان منهم علماء كثيرون، قامت على أكتافهم النهضة العربية في عصور الازدهار، خصوصاً الأموي والعباسي. والدور الأخير هو مواجهة التتريك في القرن التاسع عشر، حين سعى المسيحيون، ولا سيّما الرهبان في أديرتهم، إلى حفظ اللغة العربية وفكرها من التتريك، وما سيتبعه من تتريك للشعب، فولدت الأفكار القومية بكل تنويعاتها لمواجهة التأسلم العثماني بغاية السيطرة على العرب سياسياً بطمس فكرهم ولغتهم. ويمكن أن نعتبر أنّ هذه المرحلة ما زالت مستمرة حتى اليوم، إذ يحافظ المسيحيون على دورهم في حفظ العربية والارتقاء بها، وفي بعث الحياة في الجذور القومية في مواجهة التطرف الاسلامي المستشري بتأثير أفكار متخلفة وإقصائية لا تتقبل الآخر، حتى المسلم الذي لا يرضخ لفكرهم المنحرف، ولمواجهة سياسة تركية – عثمانية جديدة تسعى للعودة بالتاريخ الى الوراء.لماذا يطمس دور المسيحيين في النهضة العربية منذ ما قبل الاسلام وحتى الآن؟

قرأت مقالاً لمعن البياري ("العربي الجديد" 9 أيلول 2016) يتناول فيه حاتم الطائي الذي ضربت به العرب المثل كرماً وجوداً، ويقول أنه حتى وقت قريب علم أنّ حاتماً كان مسيحياً، ويتساءل: "لماذا خبّأوا ولا يزالون يخبئون أنّ عربياً بهذه الاسطورية في مناقبه، كان مسيحياً... هل حسبانه وثنياً، أو لا يكترث بأي عبادة يصيّر صورته في أفهامنا أفضل من أن يكون مسيحياً؟"، ويقول: أخبرونا كل شيء عنه، وأنه مضرب المثل في الكرم، لكن لم يخبرونا أنه مسيحي". ويتوجه إلى "التافهين" في المنطقة "ممن يستسهلون التمنّن على أهلنا المسيحيين والانتقاص منهم أن يسمعوا أنه لولا العرب المسيحيون لما عرفت الأمة نهوض التعليم في غير بلد في المشرق العربي...".

ويلفت الى هذه الأيام "التي تتواتر فيها بلا توقف وقائع تجرؤ مرفوض على أهلنا المسيحيين"، ويقول: "يصير التأكيد أنهم شركاؤنا في بلادنا وأنهم ملح الأرض أمراً شديد الالحاح والوجوب في هذا الزمن الأغبر".

يساهم كتاب "المسيحية العربية والمشرقية" للارشمندريت اغابيوس جورج أبو سعدى المخلّصي، في الكشف عن الوجود المسيحي في الجزيرة العربية قبل الاسلام وبعده، منذ زمن النبي مروراً بعهود الخلافة والدويلات والممالك حتى الحكم العثماني، ويظهر دور المسيحيين في النهضة العربية والثورة الكبرى في العصر الحديث. ويناقش أفكاراً تتعلق بإشكالية التنوع وقبول الآخر وبمخاوف المسيحيين وواقعهم في ظل ما سمي "الربيع العربي"، وآفاق الحوار المسيحي – الاسلامي.

وتعدّ هذه الدراسة التاريخية إضافة مهمة الى كتب وأبحاث أكاديمية سابقة تناولت موضوع المسيحية العربية ودور المسيحيين العرب، ومنها: "المسيحية العربية تاريخها وتراثها" للأب ميشال نجم، "المسيحية والحضارة العربية" للأب جورج شحاته قنواتي، "تاريخ المسيحية العربية" لسلوى بالحاج، "القبائل العربية المسيحية في بلاد الشام" للارشمندريت اغناطيوس ديك، "المسيحيون العرب وفكرة القومية العربية في بلاد الشام ومصر" لفدوى أحمد عبيدات"، "المسيحية في العالم العربي" للحسن بن طلال الأمير الأردني.

ما زال المسيحيّون عصب الشرق
لن يكون لهذا الكتاب، ولا للكتابة عنه، أي معنى، إذا لم يحسن خدمة فكرة أنّ المسيحيين العرب هم أساس في الوجود الاسلامي اللاحق لهم زمنياً، وفي بنيانه الحضاري الذي ما كان له أن يشاد لولاهم، وإنهم ما زالوا عصب هذا الشرق وجوهره، ووجودهم فيه حتمي مهما تعاظم التطرف الإسلامي حولهم، وقد عبر وجودهم في التاريخ منعطفات خطرة تجاوزوها واستمروا، وهذا ما يجب أن يكون في هذه المرحلة العصيبة من تاريخهم الوجودي.

كل ما شاهدناه في العراق وسوريا من تعديات لا توصف واقتلاع حضارات عمرها خمسة آلاف سنة، من جذورها، وهذا ما لم يحدث في تاريخ أو جغرافيا في كل العالم، وعلى الرغم من ذلك يجب أن يكافح المسيحيون ويناضلوا كي تبقى شعلة المسيحية في الشرق قائمة، وإلّا إذا انطفأت فستنطفئ شعلة الإسلام المشرقي، بمعنى الإسلام العربي، تباعاً. لذلك قال الحسن بن طلال: "لا يدور السؤال الآن حول مستقبل المسيحيين العرب، وإنّما العرب جميعاً ومصيرهم المشترك". (كلامه ورد في مقدمة كتاب "المسيحية العربية والمشرقية").

إنّ العرب المسيحيين ليسوا أغراباً عن المجتمع الإسلامي في بلادهم، لأنهم أصل هذا المجتمع كانوا دوماً الطليعة الحضارية التي قامت عليها شعوب وقوميات واتنيات.

إنّ المواجهة المستحيلة لـ"داعش" تصبح ممكنة إذا واجهناها بأفكار جديدة تقوم على إيديولوجيا عربية خالصة، ليست إسلامية ولا مسيحية، إنما حضارية مجرّدة، وإن بنيت على الثقافتين معاً. إنّ مواجهة فكر "داعش" المتأسلم بأفكار من الدين الاسلامي، هي مواجهة تكون فيها الغلبة للفكر المتطرّف. هكذا في التاريخ. أما مواجهته بفكر حضاري مغاير ومختلف، يمكّن من الانتصار عليه، وليس الفكر البديل إلّا فكر القومية العربية الجديدة التي يجب أن يبنيها المسلمون والمسيحيون على كتابات حضارية خالصة وراقية، تتجاوز أدبيات الأحزاب القومية سواء التي تسلّمت السلطة أم لا.

إنّ الفكر العروبي القومي الحضاري هو المؤهّل لمواجهة دين "داعش" التكفيري التهجيري الذي ينتهك حرمات الآخرين ومقدساتهم، على أن لا تكون المواجهة بالضرورة من المسيحيين، بل من المسلمين أنفسهم الذين يخالفون تنظيم "داعش" نظرته الدينية عموماً، لأنها تنحرف عن الاسلام الرسمي والتقليدي الذي يسمو إلى الارتقاء بالانسان والمجتمع الى مصاف المجتمعات الراقية، بصرف النظر عن آيات وتفسيرات يتجاوزها الزمن في كل دين وإيديولوجيا وفكر.

فلنتجاوز فكرة أنّ الدين، اليهودي أو المسيحي أو الاسلامي، وجد فكراً وتنظيماً لكل زمان ومكان، فهذا خارج السياق التاريخي والمنطق الذي يحكم التحوّلات الكونيّة، وما الاكتشافات الفلكية التي تتحدث عن أنّ الكون ما زال يتكوّن، ولم ينتهِ، إلّا أبرز دليل على أن كواكب ما زالت تتوالد ومجرّات تتكوّن في عالم لا متناهٍ فعلاً، منذ مليارات السنين، وهذا يناقض الرواية الدينية عن خلق العالم في ستة أيام!

المسيحيون، رواد العصر الذهبي

"تحيا الأمم بآدابها لأن الآداب ترقي المرء فوق الحياة المادية وتسمو به إلى المدارك الشريفة وتقربه إلى عالم الأرواح وإلى الجمال الإلهي الذي منه يستعير كل مخلوق جماله. وعليه فإن أراد العاقل أن يعرف درجة التمدن التي بلغها شعب من الشعوب يبحث عن انتشار الآداب بين أهله" (الأب لويس شيخو).


خطت النهضة العربية خطواتها البدائية في ظل حكم الأمويين حين دعا خالد بن يزيد بن معاوية إلى ترجمة كتب الكيمياء من اللغة اليونانية والقبطية إلى العربية، كما وتتلمذ هو نفسه على يدي الراهب والعالم مريانوس آخذاً عنه علوم الطب والكيمياء. فيذكر ابن خلكان، أن خالد "كان بصيرا بهذين العلمين، متقنا عمله، واخذ الصنعة على رجل من الرهبان اسمه مريانوس".[228] واستكمل هذا الجهد الخليفة عمر بن عبد العزيز، فأمر الطبيب السرياني اليهودي من البصرة ماسرجويه بترجمة كناش في الطب  للقس أهرن بن أعين من السريانية.كما وأمر بنقل معاهد الطب من الإسكندرية إلى إنطاكيا وحران.[229]

لكن العرب المسلمون لم يلتفتوا كاملا إلى العلوم إلا في منتصف القرن الثاني للهجرة لانشغالهم بالفتوحات، فلمّا استراحوا ونسوا البداوة واستولى عليهم الترف والرفاهية شرعوا في طلبها زمن الخلفاء العباسيين ابتدءا من 750م فصاعدا،إثر انتقال إدارة الدولة الإسلامية من دمشق إلى العراق. فتألقت بغداد بحركة الترجمة التي قام بها المسيحيون في عهد الخليفة المهدي بن أبي جعفر المنصور، وفي عهد المأمون، مؤسس "بيت الحكمة".

أما مساهمة المسيحيين الشرقيين في نهضة الفكر العربي فتتشكل من صنفين:

أ - المعارف المدونة. أي ما تم تأليفه من قبل عرب أقحاح وعرب مستعربين باللغة العربية، في شتى المجالات وسائر العلوم المتداولة.

ب - المعارف المترجمة. أي ما ترجموه إلى العربية عن لغاتهم الأم. فلا يخف على أحد، أن الحضارة العربية قد تكونت من علوم الأمم القديمة. وأن الدولة العباسية حين كرست جهودها في نقل هذه العلوم من لغاتها الأصلية إلى اللغة العربية، كان للمسيحيين حصة الأسد في نقلها وتوطينها في العالم العربي.

يقول ابن العبري،[230] أن في زمانه وجد زهاء مائة كتاب للطبيب  الإسكندري  جالينوس،  وهذه  ترجم  معظمها  إلى

العربية  من اليونانية  والسريانية  بواسطة  المسيحيين،  جلهم من بلاد ما بين النهرين.

طائفة من العلماء والأدباء والمفكرين

أنتجت المراكز المسيحية طائفة من الأدباء والعلماء والمفكرين والتراجمة، من الصعوبة بمكان تصنيفهم بحسب فروع المعارف، إذ أن معظمهم أبدعوا في مجالات عدة. هنا عدد منهم:


1- آل بختيشوع،
وهم الذين خدموا الخلفاء العباسيين بالترجمة والتطبيب، ومنهم جبرائيل بن بختيشوع رئيس مدرسة جنديسابور وأولاده. قيل فيهم: "أجمل أهل زمانهم بما خصهم اللَّه به من شرف النفوس ونبل الهمم ومن البر والمعروف والأفضال والصدقات". ويبرز ابن العبري شأنهم في قصور الخلفاء، فيخبرنا أن المنصور اتخذ جيورجيس طبيبا خاصا له، وفي آخر أيامه دعاه الخلفية المنصور إلى الإسلام. فقال له: "أنا على دين آبائي أموت". فأجابه المنصور:" إنني منذ رأيتك وجدت راحة من الأمراض".[231]

2 - يوحنا بن ماسويه.
أديب وطبيب وصيدلي وكبير المترجمين في عهد هارون الرشيد، وهو الذي نصحه بإقامة دار للكتب، التي شيدت في عهد المأمون على مثال مكتبة الإسكندرية، وسميت "بيت الحكمة"، وكان يوحنا رئيسا عليها. "ولاّه الرشيد ترجمة الكتب الطبية القديمة، وخدم الرشيد ومن بعده إلى أيام المتوكل، وكان معظّماً ببغداد جليل القدر وله تصانيف جميلة".وفيه اجتمع "كل صنف من أصناف أهل الأدب". [232] من مؤلفاته: "البرهان"، "البصيرة"، "الكمال والتمام"، "الحميات"، "الأغذية"، "المنجح في الصفات والعلاجات"، "تركيب الأدوية المسهلة وإصلاحها"، "كتاب دفع مضار الأغذية"، "السموم وعلاجها"، "الصداع وعلله"، "لم امتنع الأطباء من علاج الحوامل في بعض شهور حملهن"، "كتاب في علاج العاقر"، "المعدة"، "التشريح"، وغيرها.

3 - آل حنين،
ومنهم حنين ابن اسحق وأولاده اسحق وداود، وابن اخته حبيش بن الأعسم، وقد برعوا في النقل والفلسفة والطب. كان حنين طبيبا للخليفة المتوكل، ولمّا سأله الخليفة أن يصنع له السم لقتل الأعداء، امتنع معللا بالقول: "شيئان هما، الدين والصناعة. أما الدين فأنه يأمرنا باصطناع الجميل مع أعداءنا فكيف ظنك بالأصدقاء. وأما الصناعة فهي موضوعة لنفع أبناء الجنس". [233]

أتقن حنين ببراعة العربية والسريانية والفارسية واليونانية واشتهر بدقته في الترجمة. ترجم 95 كتابا طبياً من اليونانية إلى السريانية وأربعين كتابا إلى العربية. وأعاد النظر في أكثر من مائة ترجمة بواسطة سرجيس الرأس عيني وأيوب الرهاوي وغيرهم من أطباء. [234] هو الشخص الذي أحدث نقطة تحول في تاريخ بيت الحكمة الذي أسسه المأمون في بغداد. من مؤلفاته: كتاب "الأغذية، "علاج العين"، "تقاسيم علل العين"، "أدوية علل العين"، "علاج أمراض العين بالحديد"، "الأسنان واللثة"، "معرفة أوجاع المعدة وعلاجها"، "مقالة في البول"، "المولودين لثمانية أشهر"، "اختيار الأدوية المحرقة"، وغيرها. وله أيضا كتاب "المد والجزر"، وباللغة العربية كتاب "أحكام الإعراب على مذهب اليونانيين"، "النحو"، "النقط"، و"كتاب في مسائلة العربية".[235]

4 -  قسطا بن لوقا البعلبكي،
المتوفي سنة 912. "وقسطا هذا فيلسوف نصراني في الدولة الإسلامية".[236] له أكثر من 60 مؤلف في مختلف العلوم. برع في ترجمة "عناصر" اقليدس إلى العربية، فكان له الفضل في خلق مصطلحات الرياضيات، التي ما زلنا نستعملها اليوم. له  مصنفات  عديدة،  في  علم  الفلك، وعلم الحيل (أي الميكانيك). هو أحد الذين قصدوا بلاد الروم وجاءوا بكتب العلوم لترجمتها. يصفه ابن النديم: "بارعا في علوم كثيرة منها الطب والفلسفة والهندسة والأعداد والموسيقى، لا مطعن عليه فصيحا باللغة اليونانية جيد العبارة بالعربية". [237]

5 ـ سلمويه بن بنان.
قال فيه الخليفة المعتصم بالله: "سلمويه طبيبي أكبر عندي من قاضي القضاة لأن هذا يحكم في نفسي". وقيل بأنه "أعلم أهل زمانه بصناعة الطب وكان المعتصم يسميه "أبي".[238]

6 - يوحنا بن حيلان.
حكيم حران المسيحي السرياني. "قال القاضي صاعد بن أحمد: "إن الفارابي أخذ صناعة المنطق عن يوحنا بن حيلان".[239]

7 - أبو بشر متى بن يونان:
وصف بأنه "عالم بالمنطق، شارحا له، مكثر وطى الكلام، قصده التعليم والتفهيم وهو من  أهل دير قنى ممن نشأ في أسكول (مدرسة) مار ماري". هو أيضا ممن أخذ الفارابي المعرفة عنهم.[240]

8 - أبو يحيى المروزي.
طبيب وفيلسوف سرياني ومعلم أبو بشر متى بن يونان.[241]

9 - أبو زكريا يحيى بن حميد بن زكريا.
فيلسوف وناقل من السريانية إلى العربية.

10 - سابور بن سهل.
صاحب كتاب "الترياق". وقد اشتهرا بالطب وتركيب الأدوية، ومات نصرانيا على دين آبائه.[242]

11 - عيسى بن يحيى
بن إبراهيم. كان أيضاً تلميذاً لحنين بن إسحاق، وهو من الأطباء النقلة.

12 - يحيى بن عدي التكريتي،
مفكر وأديب وفيلسوف من القرن العاشر ميلادي. له جملة من المؤلفات القيمة. "اشتهر يحيى بن عدي بن حميد بن زكريا التكريتي، المنطقي نزيل بغداد. إليه انتهت رئاسة أهل المنطق في زمانه".[243]

13 - أبو علي بن زرعة.
أحد المتقدمين في علم المنطق وعلوم الفلسفة والنقلة المجودين، وكان كثير الصحبة والملازمة ليحيى بن عدي.

14 - أبو رائطة حبيب
بن خدمة التكريتي، الناقل والفيلسوف. وصفه ديونوسيوس التلمحري بأنه متبسط في علم المنطق والفلسفة.

15 - أبو نصر
 يحيى بن جرير التكريتي، هو تلميذ بن زرعة، تلميذ يحيى بن عدي. طبيب ومؤرخ، صاحب "كتاب المرشد". كان أخاه سعد الفضل بن جرير طبيب الأمير ناصر الدولة بن مروان.

16 - آل عسال،
وهم من كبار علماء الأقباط في القرن الثالث عشر. تبحروا في علم اللغات واشتهر منهم بشكل خاص مؤتمن الدولة أبو اسحق بن العسال صاحب مجموعة كبيرة من المؤلفات اللاهوتية، لعل أهمها "مجموع أصول الدين ومحصول اليقين"، وهي موسوعة لاهوتية قيمة. اشتهر أيضا الصفي بن العسال، وهو من كبار آباء الكنيسة القبطية وصاحب مجموع القوانين "المجموع الصفوي"، وهو أهم مرجع قانوني مسيحي حتى اليوم. [244]

17 - يوحنا الدمشقي،
منصور بن سرجون، من مواليد سنة 660. من مؤلّفاته المعرّبة كتاب في الفلسفة والمنطق وفي علم الكلام. تتلمذ على يده ثاودورس أبو قرة.

18- ثاودورس ابو قرة،
من مدينة الرها. درس الطب والمنطق والفلسفة، وتضلّع في اللغة العربية والعلوم اليونانيّة القديمة واللاهوت المسيحي والإسلاميات.

19 - منصور بن المقشر.
"من الأطباء المتقدمين بالديار المصرية منصور بن مقشر أبو الفتح المصري النصراني وله منزلة سامية من أصحاب القصر". [245]

20 - أوتيخيوس سعيد بن البطريق.
طبيب ومؤرخ مسيحي مصري من القرن التاسع. أبدع في الطب، وعين بطريركا على الإسكندرية. له عدد من المصنفات أشهرها "نظم الجوهر"، المعروف أيضا بـ "تاريخ ابن البطريق"، الذي أخذ عنه ابن خلدون. كما له كنّاس في الطب.

21 ـ الحجاج بن يوسف
بن مطر الحاسب، وهو الذي ترجم كتاب  المجسطي  في الجغرافيا.

22 - إبراهيم بن عيسى.
تعلم الطب على يد يوحنا ابن ماسويه ببغداد وسافر مع الأمير ابن طولون إلى مصر حيث أقام وتوفى.

23 - سعيد بن توفيل.
كان في خدمة ابن طولون يصحبه في سفره.

24 – آل الجريح.
اسحاق ونسطاس ابنه، الذين خدموا حكام مصر بالطب.

25 - ابن العبري،
غريغوريوس أبو الفرج. مؤرخ وفيلسوف ولاهوتي وطبيب سرياني عاش زمن قيام دولة المغول في القرن الثالث عشر. أجاد السريانية واليونانية والعربية والأرمنية والفارسية. أشهر مؤلفاته كتاب "تاريخ الزمان" بالسريانية، وترجمته العربية بعنوان "تاريخ مختصر الدول". من مؤلفاته الباقية: "المفردات الطبية"، "الأدوية المفردة"، "منافع أعضاء الجسد"، "تجارة الفوائد"، "حديث الحكمة"، "النفس البشرية"، "الأضواء".

26 - شمعون الراهب
المعروف بطيبوبة الطبيب، وله كتاب في الطب مترجم إلى العربية وكان له أثر في تطور الطب الإسلامي.[246]

27 - ساويرس بن المقفع،
أسقف الأشمونين في صعيد مصر. كاتب ومؤرخ مصري من القرن العاشر. تمكن في اللغة العربية واليونانية والقبطية، وعليم في الفلسفة اليونانية والإسلامية. وضع "كتاب السير"، وهو تاريخ جامع للكنيسة بالدولة في مصر. [247]

28 - بولس الاجانيطي.
طبيب مصري عاش زمن عمرو بن العاص. "كان خيراً خبيراً بعلل النساء كثير المعاناة لهنّ...وله كتاب في الطب...وكتاب في علل النساء".[248]

29 - ابن أثال.
من مشاهير الأطباء الدمشقيين. خدم معاوية بن أبي سفيان.

30 - أبو الحكم.
"كان طبيباً نصرانياً عالماً بأنواع العلاج والأدوية وله أعمال مذكورة وصفات مشهورة وكان يستطبه معاوية بن أبي سفيان ويعتمد عليه في تركيبات أدوية لأغراض قصدها منه". [249]

31 - عيسى بن الحكم،
المشهور بمسيح، له كناش في الطب و "كتاب "منافع الحيوان"، و"رسالة في الأعشّاب والعقاقير".

32 - تياذوق،
"كان طبيباً فاضلاً وله نوادر وألفاظ مستحسنة في صناعة الطب ... كان أعلم الناس وأحذق الأمة في وقته بالطب". [250]











0 التعليقات:

إرسال تعليق

سلام ونعمه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.