“وكلّمهم بمثل قائلا:
رجل غنيّ أخصبت أرضه كثيرا” (لوقا ١٢: ١٦). لقد غلّت الأرض كثيرًا لرجل لم
يشأ ان يعمل شيئا صالحا من غلّته ليظهر لنا طول أناة الرب غير المحدودة.
الرب أرسل المطر الى الأرض، والرب أرسل حرارة الشمس للبذور. ان الأهراء
ضاقت من وفرة الغلة لكنها لم تملأ قلب البخيل الذي كان يكدّس الجديد مع
القديم، واذ لم يبقَ عنده محل للغلة قال: ماذا أصنع؟
من لا يشفق على انسان موجود في حالة ضيق كهذه؟ لقد جعلته الغلّة في حالة
يُرثى لها فأمسى مستحقّا الشفقة. لقد أنبتت له الارض التنهدات والأحزان،
وقدمت له الاهتمامات والصعوبات المخيفة. إن الطماع ينقبض حينما يخطر في
باله انه يسبب سرورا للآخرين. الخيرات تتدفق من المخازن ونفسه ترتعد خشية
أن يسقط شيء من الحبوب خارجا فيستفيد منها الآخرون. ان مرض الغني الطماع
كمرض الشره الذي يؤثر ان يتمزق من النهم والشراهة على أن يشاطره المحتاجون
فضلات الطعام.