عن القديسة العذراء مريم






العذراء مريم والدة الإله
اسم عبري معناه عصيان
هى أم يسوع المسيح – وفي دراسة تاريخ حياتها ومكانتها يمكن أن نضع أمامنا ما يأتي
أولاً : ما سجله الوحي عنها
فاننا نعلم أنها جــاءت هي ويوســف من سبــط يهــوذا من نسل داود ( لوقا 1: 32 و 69
ورو 1: 3 و 2 تي 2: 8 وعب 7: 14) .
وقــد وردت سلســلة نســب المســيح من ناحية يوسف (مت 1: 16 ولو 3: 23) .
ويعتــقد البعض أن لهــا أخـت واحــدة حســب ما جاء فى (يوحنا 19: 25) . وهذه
الأخت هي ســالومي زوجــة زبدي وأم يعقـوب ويوحنا (مت 27: 56 ومر 15: 4
ويوحنا 19: 25) ويعتقد البعض أيضا أن العــذراء مريم كانت تتصل بصلة القرابة مع
اليصابات أم يوحنا المعمــدان (لوقا 1: 36) ولكن يجب ألا نغفل أن المــلاك قال للعذراء
عنها نسيبتك ولم يقل لها قريبتك
وفي أثناء المدة التي كانت فيها مخطوبة ليوسف ، وقد كان المتعارف عليه في ذلك الحين أن
الخطبة تعقد لمدة عام واحد قبل الزواج . وأعلن الملاك جبرائيل للمســيح المنتظر، ابن الله
(لو 1: 26 - 35 و 2: 21) وقد قامت مريم من النــاصرة وطنها لتزور
اليصابــات التى وجهــت الخطاب إليهـا بالقــول (أم ربي) منشــدة اليصابــات أنشــودة
عذبة رائعة (لوقا 1: 42 - 45) فأجابت العــذراء في أنشـودة أخرى أكثر عذوبــة
وأشــد روعــة وجمــالاً من أنشــودة اليصابــات ، تسمى (أنشودة التعظيم) (لوقا 1: 42
وبقيت مريم مع اليصابات مـدة تقــرب من الثلاثة الأشهــر إلى أن وضعت
اليصابات وقــد ذهــب يوســف ومريـم معــاً من الجليــل ، من مدينــة الناصرة إلى بيــت لحــم (لوقا
2: 4 وما يليه) وفي بيــت لحــم وفي المغــارة التي كانت مســتعملة كاسطبـل وملحــقة
بالمنزل هنــاك . وفي المكان الذي تقــوم كنيســة الميلاد أو المهد عليه أو بالقرب منه ،
وضعت مريم ابنها البكر . وقد تذكرت مريم كل الحوادث المتصلة بهذا الميــلاد وكانت
تفتــكر بها في قلبــها (لوقا 2: 19) ويظهر أن البشــير متى يخبرنا بقصة الميــلاد من
وجهــة نظر يوســف ويبرز لنا مريم العــذراء كما رآهــا يوسـف خطيبها . وقد توالت
سلسلة من الحــوادث بعــد الميــلاد ظهرت فيها مريم العــذراء بصورة واضحة جلية منها
.
1 – تقديم المســيح في الهيـكل والقيـام بفروض التطهير حسب الشريعة الموسوية (لو
2: 22 - 39)2 – زيارة المجوس (مت 2: 11) .
3 – الهرب إلى مصر ثم العودة منها إلى فلسطين (مت 2: 14 و 20 وما يليه) ولا بد أن العذراء مريم سارت على النهج الذي كانت تسير عليه نســاء الناصرة في ذلك
الحين من القيام بشــؤون بيتها والعنـاية بأهل بيتها وتوفير الراحة لهم . إلا أن هذه الحياة
الرتيبة تخللتها زيارة لاورشليــم لحضور عيــد الفصح من سنة إلى سنة
(لو 2: 41) ولما كان يســوع في الثانيــة عشــرة من عمــره زار يوســف ومريــم
والصبي يسوع اورشليم في عيــد الفصح على حسب عادتهم ، ونحن نعلم ما تم في تلك
الزيارة من ذهـاب يســوع إلى ورشليم ومن بقائه هناك من بعد عودة مريم أمه ويوســف
ومن تحدّثــه إلى الشيــوخ في الهيــكل ومن رجــوع مريــم ويوســف إلى اورشليــم ليبحثـا
عنه إلى أن وجداه في الهيكل. وتظهر كلمات العذراء التي وجهتها إلى المســيح مقدار
جــزع الأم المحبــة على وليــدها كما تظهر أيضاً مقــدار رباطة جأشها وتهذب نفسها (لو
2: 48 و 51) .
وقد ذكر الكتاب المقدس أربعة أخوة للرب يســوع (مت 13: 55) وأيضا له أخواته
الموجودات عندهم في بلدهـم (مر 6: 3) وقد اختلفت الآراء بصدد هؤلاء فمن قائل أنهم
أولاد مريم من يوســف بعد أن ولدت ابنها البكر يســوع وهو قـول خــاطئ لأن الإنجيلى
متى الرسول يقول فى مت 1 : 25 ( ولم يعـرفها حتى ولــدت ابنها البــكر ودعا اسمه
يســوع ) وكلمة حتى هنا تعنى أنه لم يعرفــها أبــدا . مثــل القــول أكلت السمكة حتى
رأسها أى أكلتها كلها . وأيضا لأنه لو كان للسيد المسيح إخـوه ما كان أوكل ليوحنــا برعاية
العــذراء عنــد الصليب ( يو19 : 26 ,27 ) ومن قائل أنهــم اخوته أي أولاد يوسف
من زوجة أخرى قبل أن خطب العذراء مريم، ومن قائل أنهم ابنــاء عمومتـه أو ابنــاء
خؤولتــه وهــو أيضـا قــول خاطئ لأنه لــو كان للعــذراء أقرباء ما كانت خطبت ليــوسف
بعد خروجها من المعبــد لعـدم وجــود من يعـولها .
ونرى العذراء مريم في عرس قانا الجليل ومما تمّ هناك يظهر أن ابنها الرب يسـوع المسيح
هو صاحب السلطان الأول والأخير في عمل المعجزات (يوحنا 2: 1 - 5) . ولما
انتقلت المسيرة إلى كفر ناحوم (يوحنا 2: 12 ومت 4: 13) نجــد أن اقرباءه أرادوا أن
يحولوا دون استمراره في تأدية رسالته قائلين ، إنه مختل (مر 3: 21) . ولمــا كان يعّلــم
جــاءت أمــه وأخــوتــه ووقفــوا خارجــاً وأرســلوا إليـه يدعــونه (مر 3: 31 -
ولما كان يعلــم في اورشليــم رفعــت امرأة صوتها وقالت (طوبى للبطن الذي حملك
وللثديين اللذين رضعتــهما ) أما هو فقـال : ( بل طــوبى للذين يســمعون كلمــة الله
ويحفظونها ) (لو 11: 27 - 28) .
فهذه الإشــارات المقتضبـة إلى العــذراء مريم في الكتب المقدســة تصورها لنــا في كونهــا
المبــاركة من النساء والمنعم عليها (لو 1: 28) . وكذلك يقدمها لنا الكتـاب المقدس كمثل
أعلى للامهات وللنساء قاطبة (لو2: 27 و33 و41 و48 و3: 23) وقد تبعت المسيح
واقتـفت أثره في عمله إلى النهــاية (لو 23: 49) وعند الصليب تحققت فيها النبوّة التي
تنبأ بها سمعان الشيخ عندما قال: (ويجوز في نفسك سيف) (لو 2: 35) ولما كان المسيح
على الصليب ظهرت محبــة المســيح لها واهتــمامه بشأنها عندما عهد إلى يوحنا الرسول
بالعناية بها (يوحنا 19: 26) .
والاشارة الوحيدة الصريحة التي وردت في العهد الجــديد عن العــذراء مريم بعد ما جاء
عنـها في الاناجيــل هي ما ورد في أعمال 1: 13 وما يليــه عن اشتراكهــا مع تلاميذ
الرب وأخوته في الصلاة ومواظبتها عليها .

القديســة مريم العذراء نســبةً إلى العهد الجــديد من الكتـاب المقدس (في اليهودية الارامية
معناه (المرارة ) وبالعربية (مريم) وفي السريانية (مارت أو مريم). هي أم يسوع المســيح
الناصري، وكانت مريم مخطوبة إلى القديس يوسف في الوقت التي حَمَلت بيســوع (
متى20-1:18، لوقا 1:35) والــدي مريــم كانــا بحســب التقليــد الكنسي القديس يواكيم
والقديسة حنّة. وحسب ماورد في إنجيل لوقا، بأن مريم التي ما زالت عذراء في ذلك الوقت
تم اخبــارها عن طريق المــلاك جِبرائيل بأنهــا حامل بيســوع المسيح بواسطة قوة الروح
القدس . يٌكرم الدين المسيحي العذراء وخاصةً الكنيسـة الكاثوليكية والكنيسة الارثدوكسية ،
وأيضًا من الاسلام . والنظام اللاهوتي المختص بمعرفة العذراء مريـم يســمى (اللاهوت
المريمي) . يحتفى بتــذكار ميــلاد مريــم العــذراء فــي الكنيســة الارثدوكســية
والكاثوليكيــة والكنيســة الانغليكانيــة (الإنكليزيــة) في 8 أيلول/سبتمبر . والكنيســة
الارثدوكســية والكاثوليكيــة تحتــفل بتذكارات أخرى تكريمًا للعذراء مريم .
أكثر الأســماء شيوعًا التي تٌعطى لها هي مريم العذراء المباركة أو سيدتنا . وتعطى هذه
الأسماء عن طريق الكنيسة الارثدوكسـية والتقليد في الكنيســة الكاثوليكية مثل كلمة (
ثيوتيكوس ) وقد تم الاقرار بهذا الاسـم عن طريق المَجــمَع المسكوني الثالث الــذي عٌقــد
في افســس عام 431 ضد تعليــم نســطور وكلمـة (ثيوتيكــوس) تعني (والدة الله) وحرفيًا (
التي حَمَلَت بالله المتجسد) وهذا الاسم استخــدم لاهــوتيًا ليــدل ويؤكد أن الطفل الذي ولدته
مريـم هو يســوع المســيح الذي هو الله المتجسد . وأن كنيسة الآباء لم تتردد أبدًا من تسمية
مريم كوالدة الله . تذكر الموسوعة الكاثوليكية العالمية التي يعتمدها الفاتيكان أن كتب
الأبوكريفا (أي الكتب الدينية غير القانونية) تذكر بأن عمر مريم العذراء وقت حملها المسيح
كان اثني عشر عاما وعمر يوسف النجار خطيبها آنذاك تسعون عامًا . لم يٌذكر الكثير عن
تأريـخ مريــم الشخــصي في العهد الجــديد . كانت مريم نســيبة لأليصابات التي هي من
نسـل هارون ويعتــقد أن سبب النســب الذى ذكره الملاك كان ليذكرنا بما جاء فى (خر 6
: 23) حيــث كان نســب بين هـارون التى كانت اليصابات من نسله وبين سبط
يهوذا الذى كانت منــه العــذراء مريــم . وكانــت اليصــابات زوجـة زكــريا الكاهــن (لـوقا
5:1، 36:1) . سكنت مريم في مدينة الناصرة في الجليـل مع ابويها وقد تم خطبتها
إلى رجل يدعى يوســف مــن بيــت داوود (لوقا 1:26) . يقــول بعـض الدارسين
المحــافظين مــن المسيحيين بأن مريم هي أيضًا من نسل داوود . خلال فترة خطوبة مريـم -
المرحلة الاولى في الزواج عند اليهود - ظهر الملاك جبرائيل لمريم وقال لها بأنها ستــكون
أم المســيح المنتـظر وستحبــل به بواسطة الروح القــدس (البشارة، لوقا 35:1) . عندما
عَلَمَ يوسف بحمل مريم بحـلم (حيث ظهر له ملاك من الله) تفاجأ كثيرًا، ولكن الملاك اخبرهٌ
بأنه يجب أن لا يخاف أن ياخذ مريم زوجة لهٌ فهكذا فعل . وبذلك تمت مراسيم الزواج (متى
25-1:18) . عندما قال الملاك لمريـم بأن نسيبتها اليصابات (أم يوحنا المعمدان)
حملت بمعجزة أيضًا، فأســرعت مريم لزيارة اليصــابات، حيث كانت تعيش مع زوجها
زكـريا في مدينــة من مٌدن يهوذا على الجبل (لوقا 39:1) .

وعندما وصلت مريم عند اليصابات حيتها اليصابات وقالت (من اين لي هذا أن تأتي إلي أم
ربي)وعندها انشدت مريم نشيد الشكر(لوقا1 :46 -54) ويعرف هذا النشيد بالتعظيـم
حيــث هذه كانت الكلمة الاولى بالاتينية . بعد ثلاثة أشهــر عنــد اليصابات عــادت مريــم
إلى بيتــها (لوقا 57-1:56) . نســبةً إلى إنجيل لوقا ، أمر القيــصر الروماني اغسطس
بأحصاء سكان الامبراطورية ، لذلك تَطَلَبَ من يوسف ومريم أن يذهبــا إلى مدينة بيــت
لحــم للتعــداد . بينــما هــم هنـاك ، تم ولادة يســوع المسيح ولأنه لم يكن لهما مكان في
الفنــدق ولدت مريم في مغــارة للحيــوانات واستخدمـت ساقية اطعام الحيــوانات كمذود
للطفل . بعد ثمانية ايام من الولادة ، تم ختـان الطفل وسٌمي يسوع – حسب التعليمات التي
أعطاها ملاك الرب ليوسف بعدما بَشَرَ مريم . وهــذه العــادات كانت مرافقة لتقديم يسـوع
إلى الهيكل في اورشليـم بحسب القانون الخــاص بالمواليد البـكر، وهنــاك التقيــا بســمعان
. بعدها ذهبــت العائلة إلى مصر ورجعــوا من هنــاك بعدمــا مات الملك هيرودٌس ، و قد
سكنـوا في مدينة النــاصرة (متى 2) على ما يبدو ، قد بقيت مريم في النــاصرة لمــدة
ثلاثين عـامًا خاليـة مــن الأحداث . نرى ذكر مريم في الحياة المبكرة ليسوع في العهد
الجديد . عنــدما أصبح يســوع ابن الثـانية عشـرة ، نرى أنه فــارق مريم ويوســف عندما
كانا في طريــق العودة من اورشليم حيــث كانــا هنــاك بمناســبة عيــد الفصــح ، وبعدهــا
وجــدوه بيــن المعلميـن في الهيــكل (لو2: 41 - 52 ) وربما في هــذه الفترة أي بين
هــذا الحــدث وبدء رســالة يســوع العلنية ، أصبحت مريم ارملة ، حيث لم يذكر يوســف
بعــد . بعــد معـمــودية يســوع عــن طريــق يوحنــا المعمــدان وتجربتــه بواســطة
الشـيطان في الصحراء ، كانت مريم مرافقة ليســوع عنــدما صنع معجـزتــه الاولى في
عرس قانا الجليــل فحــول المــاء إلى خمر بطلب من أمه (يوحنا2 : 1 - 11) .
ولاحقًا نرى أن مريــم كانت موجــودة مع اخـوة يســوع (يَعْقُـوبَ وَيُوسُفَ وَسِمْعَانَ وَيَهُــوذَا)
واخــواته (مت13 : 54 – 56 ومر3:6 وأع14:1) وأن مريــم العذراء كانــت
مرافقــة للمسـيح عند الصلب وكانت واقفة عند الصليب مع التلميذ الذي كان المسيح يحبه ،
واخت مريم (مريم زوجـة كلوبا) وَمَرْيَـمُ أُمُّ يَعْقُــوبَ الصَّغِيرِ وَيُوسِى وَسَــالُومَةُ (مت55:27
ومر40:15) ومريم المجــدلية (يــو19 : 25 ,26) وفي إنجيل (مت27 : 55 ,
56) يضيف مريــم أم ابني زبــدي (ممكن أن تكـون سَالُومَةُ التي ذٌكرت في مر40:15)
وبعـض النساء الذين تبعن يسوع من الجليل ليخدمنهٌ . وبعد الصلب احتضنت مريم جثــة
ابنها يسوع . في اعمال الرسل وبعد صعود السيد المسيح إلى الســماء نرى حــوالي 120
شخــص قد تجمع في العلية وقد تم اختيار متيــاس بــدل يهــوذا الاسخــريوطي وقــد تـم
ذكــر مريــم بين الاثنــا عشــر تلميــذ (أع1 : 12 – 26) وخاصةً اصحاح 14
حيــث يقــول ومريــم أم يسـوع واخوته ، ولكن لم يعطى اسمهم) . وبعدها لم تذكر مريــم
في النصوص الكتــابية ولكن يٌعتــقَد بأنها المرأة المذكورة في سفر الرؤيا (رؤيا 1:12) وان
تأريخ وفاة السيدة العذراء غير مذكــور بالكتابات المسيحية اللاحقة والتقليــد نسبة إلى
إنجيل يعقوب الذي هو ليس أحد أناجيل العهد الجديد، نرى ذكرًا لسيرة حياة مريم وتعتبر
مقبولة من بعض المسيحيين الارثدوكس والكاثوليك. كانت مريم ابنة يواكيم وحنّة، وكانا
والدي مريم كبيرين بالسن عندما وٌلدت مريم، لذلك نذراها للهيكل في اورشليم وبقيت هناك
منـذ كان عمرها 3 سنوات ، مثلما فعلت حنــة بأبنــها صموئيل (اقرا العهــد القديـم سفر
صموئيــل الاول) . ونســبةً إلى التقليــد الرومــاني الكاثوليــكي والثقليــد الشــرقي
الارثدوكسي، أن بين سنة 3 و15 من صعود المسيح إلى السماء، ماتت مريم وهي محــاطة
بالتــلاميذ . بعد فترة من مـوتها فتح التلاميذ قبرها وكان القبر فارغ ، لذلك توصلوا بأنها
رٌفعَت إلى السماء بالنفس والجسد( قبر مريم موجود في اورشليم ولم يكن معروف حتى
القرن السادس) مريم المحبــول بها بلا دنس بحســب المعتقــدات الدينية بأن مريم كانت
فائقة الطهارة منذ لحظة الحبل بها في رحــم أمها . والكنيسة الرومانية الكاثوليكية هي التي
تعطي هذا التعليـم وتطلق اســم (الحبل بها بلا دنس) على مريم . أما الكنيســة الارثدوكســية
الشــرقية ترفض فكرة الحبل بها بلا دنس ، حيث يختلف مفهوم الخطيئة الاصلية عن
الكنيســة الكاثوليكية . بوجـود الخطيئة أو عدم وجودها، كانت مريم متميزة على الجميع
وهي حالة خاصة . يؤمن الارثدوكس بأن الحبل بمريم يشابه الحبل بأي واحد منا ، أي أنهــا
ورثت الخطيئة الاصليــة من آدم وحواء، ولكنها عُــدَت طاهرة عنــدما تجســد فيــها المسيح
الله وهذا ما جعــلها منزهــة عن أي خطيئــة لتــكون الوعــاء الكامل لحمــل المســيح . أما
البروتستانت وبحسـب فكرهــم اللاهوتي فهم لا يوافقــون على أن مريم العذراء قد تم انقاذها
من الخطيئة بواسطة الله ، حيث لا يوجد لهذا ذكر في الكتاب المقدس . وتحتفل الكنيسة
الرومانية الكاثــوليكية بذكــرى الحبــل بلا دنس في الثامن من كانون الاول . تحتفل الكنيسة
الارثدوكسية بذكرى حبل حنــة بمريم في التاســع من كانون الاول . حسـب عقيدة الرسـل
والآباء كلاهم يشــير إلى مريم (بـمريم العذراء) هذا يشير إلى الحبل بالمسيح عن طريق
الروح القدس ، وليس بالجماع مع يوسف، ولذلك توصف مريم بالعذراء ، وقد أكـد ذلك
الارثــدوكس والكاثوليــك والكثير من البروتســتانت . من لا يؤمن بذلك يعتبر منشــق عن
الكاثوليكية والارثدوكســية والانجيلية (أي مُهرطق) . تذكر المسـيحية القديمة – بما فيها
الكاثوليكية الحديثة والارثدوكسية الشرقية – أن مريم بقيت عذراء قبل وخلال وبعد الحمل
. بعض الانجيليين يقــولون الشيء ذاته ، لكن البعض الاخـر يقــولون بأن مريم كانت
عذراء حتى بعد ولادة المسيح ، وحسب اعتقادهم بأنها حبلت بأولاد بعد المســيح من
يوســف . حســب التعليــم الكاثوليــكي والارثدوكسي هو أن كلمة اخوان المسيح هو يدل
على أقاربه أو اخوانه من يوسف (يٌعتَقَد من زواج سابق له) وقد زعم البابا بونيفيس الثامن
نكرانــه بتوليــة مريــم .
البتولية الدائمة
حسب تعاليم الكنيسة الكاثوليكية والارثدوكســية بأن مريم العذراء بقيت بتــول حتى بعــد
ولادة المســيح . إن الشــك ببتوليتــها جــاء من الكلمة المذكــورة في الانجيـل (اخوة يسوع)
ونرى أن من كان يدافـع عن بتوليــة مريم قالــوا بأن اللغة الآراميــة التي كان يستخدمها
المســيح وتلاميــذه كانت تفتقر لكلمة (أقارب) لذلك تم استخدام كلمة (اخــوة) بدلاً من
أقــارب . البعض قالــوا أن كلمة (اخــوة) ربما جـاءت بسبب
وجــود أولاد ليــوســف مــن زواج ســابق ، أي أن ليســوع إخــوان مــن يــوســف (
مت56:13) وفي (مرقس 3:6) نرى أن هنــاك ذكــر لكلمة (أخــواته) أيضًا ليس فقط (
اخوته) .معظم قــادة الحــركة البروتستانتية من لوثر وزونجلي وكالفن وافقوا على بتولية
مريم وكانوا ضد الذين شككوا بها . لكن في القرن 17، اختلفت الكنيسة الكاثوليكية
والبروتسـتانتية على نقاط مهمة ، وبدأ علماء اللاهــوت البروتستانتيين بمناقشة عدم بقاء
مريم بتولاً ، حيث أن (أخوة) يسوع هٌــم كانوا اخــوته من مريـم ويوسف بعد ولادته .
ومعظم البروتستانتيين اليــوم يرفضون مبــدأ البتولية الدائمة لمريم . لم يجــدوا نصًا يدل
على عــدم وجــود أبناء لمريم ، واضافــةً لمقولتهم بأن كان ليسوع اخوة لم يجدوا نصًا يدل
على بتولية مريم الدائمة. لكن بعض المقترحين قالوا بأن هنـاك نصًا ضمنيًا يدل على أنه لم
يكن ليســوع اخوة وأخوات ، حيث نرى أن عند الصلب لم يكن هناك ســوى مريم وتلميذه
يوحنا ، وقد أوصى يســوع يوحنا بأمه، وقالوا بأن لو كانت لمريم عائلة لأخذها أقاربها
اليهم. يقول البعض الآخر بان اخوة يسوع لم يكـونوا مؤمنين به (يوحنا 5:7) إلا بعد
القيــامة (اع 14:1) ولذلك ائتمن يسـوع أمه عند تلميــذه الحبيب يوحنا . بينما في الإسلام
يقترن إكرام العذراء مريم بكونها بقيت بتولاً طيلة أيام حياتها .
الانتقال إلى السماء
في الكنيســة الشــرقية الارثدوكسية والكنيسة الكاثوليكية ، انتقال مريم العذراء إلى السماء ،
يوضع على مثال قيامة (انبعاث) الجسد . إن هذا الاعتقاد هـو في اللاهوت المسيحي وجاء
من التعليم الديني للآباء .
التعليم الديني في الانغليكانية
عند الكنيسة الانغلو-كاثوليكية انغليكان نرى أن التعليــم المريمي مركـز ومكثف عن
الكنيســة الكاثوليكية غير الرومــانية (وغير الكنيسة الشرقية الارثدوكسية) . هناك صوم
اختيــاري لذكرى انتقال مريم العذراء إلى السماء في اليوم الخامس عشر من اب/أغسطس .
يقول الانغليكان بأن مريم العــذراء ماتت وبعــد موتها انتقلت روحها إلى السماء بدون
جسدها . وتحتفل الكنيسة الانغليكانية بعيــد طهارة القديســة مريم العذراء في الثاني من
شباط/فبراير وتحتفل أيضًا بعيد البشارة للقديسة المباركة في الخامس والعشرين من
اذار/مارس . وتقــوم الكنيســة في انجــلترا بإقامــة ذبيحــة القربان المقدس في هذين
الاحتفالين . بعد تنقيح التقويم عند بدء الفية جديدة، نرى أن أهم احتفال هو ذكــرى ولادة
الســيدة العذراء في الثامن من ايلول/سبتمبر ، وأن احتفال انتقــال مريم العـذراء إلى السماء
في الخامس عشر من اب/أغسطس أصبح شيء رئيسي في الكنيسة .
التعليم الديني للكنيسة الكاثوليكية
الايمان بإنتقال العذراء بالنفس والجسد قد تم اعلانها كعقيدة ثابتة عن طريق البابــا بيوس
الثاني عشر حيث قال في الدستور الرسولي ( نحن نعلـن بواسطة وحي الهي بأن بعد اكمال
المحبـول بها بلا دنس الخطيئة الأصلية – العــذراء مريــم – حيــاتها الارضية ، نٌقلَت
إلى السماء بالنفس والجســد . من يحاول أن ينكر هذه العقيدة – لا
سمح الله - فليعلم بأنه قد سقـط من القانــون الالهي والكنسي الكاثوليكي ) هذا مثال على
العصمة البابوية. قد تم الاعلان على الاحتفال بإنتقال مريم العذراء إلى السماء بالنفس
والجسد في الخامس عشر من اب/أغسطس .
الشريعة الرسولية الثابتة لم تٌكتب لتضغط على قضية فيما اذا مريم ماتت أم لا قبــل انتقالها
إلى السماء، حيث لا يوجد أي استناد لاهوتي لذلك . حسبما قال لودوك لوت ( ان حقيــقة
موت السيدة العذراء هي حقيقة مقبـولة من الاباء واللاهوتيين ، وأنها مثبتة في ليتورجيـا
الكنيســة (حيث أدلى بشــواهد) أن موت مريم المحبــول بها بلا دنس الخطيئة الأصليــة لا
يعتبر نتيجــة عقاب بســبب الخطيئة . مع أن لمريم جسـد بشــري ذو طبيعة مائتة كما كان
لابنها يسوع ) . عودة إلى التأريخ الكنسي ، رفض البابا بيــوس مبــدأ عدم مــوت العــذراء
، وقال بأنها نقلت إلى الســماء بعـد مماتها الجسدي .
التعليم الديني للكنيسة الارثدوكسية الشرقية
تٌعلم الكنيسة الارثدوكسية الشــرقية أن مريم العـذراء ماتت وبعد موتها ودفنها ، لم تٌبعــث
من بين الاموات لكن جسدها وبصورة عجائبية نٌقل إلى السماء . مثل أخنوخ والنبي مــوسى
والنبي ايليــا . هذا الاحتــفال يسمى الانتقال إلى الســماء في التعليم الارثــدوكسي ويٌحتــفل
بـه في الخــامس عشر من اب/أغسطس ويقــام صــوم قبــل الاحتفال بأربعة عشر يومًا،
حيث يٌصام عن اللحم ومنتجات الألبان . هذا الصوم هو رابع أطول صوم في السنة
الليتورجية بعد الصــوم الكبير (قبل عيد الفصح) وصـوم ما قبل عيد ميلاد السيد المسيح .
هناك صوم متغير من2 إلى 6 اسابيع قبل الاحتفال بذكرى القديسين بولس وبطرس .
الكنيســة القبطيــة تحتفل بعيـد الانتقال في الثاني والعشرين من اب/أغسطس .
شعائر دينية اتجاه مريم (تكريم مريم)
الكنيســة الكاثوليكية والارثدوكســية وبعض المســيحيين الانغليكان يكــرمون مريم وكذلك
يفعل الارثدوكســيون الشــرقيون . تكريــم مريم يتم عن طريق صلاة لتكــون شفيــعة
للبشــر عند المســيح ، ويرافق الصلاة مجــموعة من الترانيم لتكريـم مريم ووضع تماثيل
لها ويقام بالانحناء لها من باب الاحترام ، واعطاء مريـم أسماء تبين مكانتها بين القديسين .
مريم هي من الأكثر تكريمًا من بين القديســين في الكنيســة الكاثوليكية الرومانيـة
والارثدوكســية الشــرقية وتقام الكثير من الاحتفالات لها . لم تٌكــرم الكنيســة
البروتســتانتية مريــم العــذراء كمـا تفعــل الكنيســة الانغليكانيــة ، والارثدوكسية
والكاثوليكية . إن سبب الجــدال هو أن الكنائس الأخرى تكرم العذراء كثيرًا مما قــد يؤدي
إلى التقصير في عبــادة الله . مقارنةً بذلك ، وجــدت وثائق من الاجتماع الفاتيكاني الثاني
وفي الفصل الثامن من العقيــدة الدينية الثابتة بأن مريــم هي من اسمى المخــلوقات وحتى
أعلى منزلة من الملائكة : (أن مريم العذراء أعلى منزلة من المخلوقات الموجودة على
الارض وفي السماء) ولكنها بطبيعتها مخلوقة بجسـد بشــري – غير الهي . ان البدايــة
لهــذه التكريمات للعــذراء نشــأت من أيام الكنيسة المسيحية الاولى . كلاً من الرومان
الكاثوليــك والارثدوكس يكرمــون مريم
ولكن لا تصل حد العبادة لأن العبادة لله وحده . بعض البروتسـتانت كرموا مريم مثل مارتن
لــوثر حيث دعــاها (أعظم امرأة) وقال أن لا شيء كافي لتكريمها وأن تكريم مريم هــو
شيء محفــور في كل قلب ويتمنى أن كل مسيحي يعرفها ويكرمها . وقال جــون كالفن : (ان
اختيــار الله لمريــم بجعلها أم لابنه ، هو أعظم تكريــم لها) وقال زونجلي (ان لدي احـترام
هائل لوالــدة الله) و( كلما زاد تكريــم وتعظيم يســوع بين البشر كذلك يجب أن يكون
لمـريم) . في يومنا هذا يقر البروتســتانتيين أن مريم هي المباركة بين النســاء (لوقا 1:42)
ولكن لا يقــرون بتكريم مريم . تعتبر مريم مثال الطـاعة لله . وان الكلمة التي وَصَفَت
نفســها بها في (لوقا 1:36) هي (خادمة) أي أنهــا خاضعة لسلطة شخص اخر، ونسـبة
لمريــم كانت خاضعة لمشــيئة الله . يرى البروتسـتانت أن قيمة مريم قَلَت بعــد ولادة
المسيح ، حيث لا نرى لها ذكر كثير في الكتاب ، ولعل ذلك يشــابه ما قاله يوحنــا المعمدان
عن نفســه (فلا بٌد أن يزيــد هو (يسوع المسيح) وأنقص انا) .
أما الكنيسة الكاثوليكية ففى تكريمها للقديسة مريم العذراء تلقبها بألقاب كثيرة هـى المباركة
بين النســاء – العذراء الطوباوية مريــم – إبنة الآب – أم الإبن – عروس الروح
القدس – عروس السماء – التى حبـل بها بلا دنس الخطيئة الأصليــة – تاج البتوليــة
– موزعة النعــم – البتــول الدائمة – زهــرة الكرمــل – التى ولـدت الله –
المعصومة من كل خطيئة – الممتلئة نعمة – إمة الرب – شفاء المرضى – المعينــة
فى كل الأخطار – معـونة المســيحين – الطاهــرة – البلا دنس – القــلب الطــاهر –
قلب مريــم الطــاهر – مريــم الطاهرة – الأم الطاهــرة – البتــول الطاهرة – سيــدة
المعونة الصالحة – سيدة النعمة – سيدة الرحمة – سيــدة السلام – سيــدة المعونة
الدائمــة – سيــدة الورديــة – سيــدة الأحــزان – سيــدة الإنتصار – مريــم البتــول
الطوباويــة – مريم أم الله – مريــم سلطانة الملائكة – مريم سلطانة السلام – مريم
نجمة البحــر – الوسيطة – نجـمة الصبــح – أرزة لبنــان – كرسى الحكمة –
بيــت الذهــب – برج داود – برج العــاج – عذراء المحبــة – الأم العذراء –
العذراء – أم المشــورة الصالحــة – أم يســوع المســيح – أم المخــلص – أم
الكنيســة – الوردة السرية – حواء الجديدة – الملكة الطاهرة – الشفيعة والحاميـة –
سلطانة نقلت إلى الســماء بالنفس والجســد – سلطانة حبــل بها بلا دنس الخطيئة الأصلية
– سلطانة جميــع القديســين – سلطــانة الملائــكة – سلطــانة الرســل – سلطانة
المعترفين – سلطــانة العــائلات – سلطــانة الســماء – سلطــانة الســموات والأرض
– سلطـانة الشــهداء – سلطــانة الأباء – سلطـانة السلام – سلطانة الأنبياء –
سلطانة الوردية المقدسة – سلطانة العذارى – المرأة الملتحفة بالشمس .
والكنيسة الأرثوذكسية تكرمها بألقاب كثيرة أيضا :
ألقاب من حيث عظمتها وصلتها بالله:
1 –الملكة : القائمة عن يمين الملك .
كما يقول المزمور "قامت الملكة عن يمينك أيها الملك" ( مز 45 : 9) ولذلك دائما
ترســم في أيقونتــها علي يميــن الســيد المســيح ونقــول عنها في القــداس الإلهي "سيدتنا
وملكتنا كلنا ... "
2 –"أمنا القديسة العذراء"
وفي ذلك قول السيد المســيح وهــو علي الصليب لتلميــذه القديس يوحــنا الحبيــب "هذه
أمك" (يو 19 : 27) .
3 – وتشبه العذراء أيضا بسلم يعقوب :
تلك الســلم التي كانـت واصلة بيــن الأرض والســماء ( تك 28: 12) وهــذا رمــز
للعذراء التي بولادتها للمسيح أوصلت سكان الأرض إلي السماء .
4 – وقد لقبت العذراء أيضا بالعروس :
لأنها العروس الحقيقيــة لرب المجــد وتحقــق فيها قــول الرب لهــا في المــزمــور "
إسمعي يا إبنتي وانظري وأميلي أذنك وأنسي شعبــك وبيت أبيـك . فإن الملك قــد اشتهي
حسنك لأنه هو ربك وله تسجدين"(مز 84) ولذلك لقبــت بصديقة سليــمان أي عذراء
النشيد؟
وقيل عنهـا في نفس المزمــور "كل مجــد إبنــة الملك من داخــل مشــتملة بأطراف موشاة
بالذهب مزينة بأنواع كثيرة".
5 – الحمامة الحسنة :
تذكارللحمامة الحســنة التي حملت لأبينــا نوح غصنــا من الزيتــون رمزا للسـلام ، تحمل
إليه بشــري الخلاص من ميــاه الطــوافان ( تك 8: 11) وبهــذا اللقب يبخــر الكاهــن
لأيقونتها وهو خارج من الهيكل وهو يقول "السلام لك أيتها العذراء مريـم الحمـامة الحســنة"
والعــذراء تشبه بالحمامة في بساطتها وطهرها وعمــل الروح القدس فيها وتشبه بالحمامة
التي حملت بشــري الخلاص بعد الطوفان لأنهـا حملت بشري الخلاص بالمسيح .
6 – وتشبه العذراء أيضا بالسحابة :
لإرتفاعها من جهة ولأنه هكذا شبهتها النبوة في مجيئها إلي مصر "وحي من جهة مصر:
هوذا الرب راكب علي سحــابة سـريعة وقادم إلي مصر فترتجف أوثان مصر ويذوب قــلب
مصر داخلها" (أش 19 : 1) وعبــارة سحــابة ترمــز إلي إرتفاعهــا وترمز إلي الرب
الذي يجئ علي السحاب ( مت16 : 27) .
ألقابها ورموزها من حيث أمومتها للسيد المسيح:
7 – ومن الألقاب التي وصفت بها العذراء (ثيئوطوكوس) أي "والدة الإله " وهذا اللقب
الذي أطلقه عليها المجمع المسكوني المقدس المنعقد في أفسس سنة 431م وهو اللقــب الذي
تمســك به القديس كيرلس الكبير ردا علي نسطور... وبهذا اللقب "أم ربي" خاطبتها القديسة
أليصابات ( لو 1 : 43) .
8 – ومن ألقابها أيضا المجمرة الذهب :
وتسمي ( تي شوري) أي المجمرة بالقبطية وأحيانا شــورية هــرون ... أما الجمــر الذي في
داخلها ففيه الفحم يرمز إلي ناسوت المسيح والنار ترمز إلي لاهــوته كمـا قيل في الكتاب "
إلهنا نار أكلة" ( عب 12 :29) .
فالمجمرة ترمز إلي بطن العذراء الذي فيه كان اللاهوت متحــدا بالناســوت وكــون
المجمــرة من ذهــب فهذا يدل علي عظمة العذراء ونقاوتها ونظرا لطهــارة العذراء
وقدسيتها فإن العذراء نسميها في ألحانها المجمرة الذهب .
9 – وتلقب العذراء أيضا بالسماء الثانية :
لأنه كما أن السماء هي مسكن الله هكذا كانت العــذراء مريــم أثناء الحمــل المقدس مسكنا
لله.
10 – وتلقب العذراء كذلك بمدينة الله :
وتتحقق فيها النبــوءة التي في المزمور "أعمــال مجيــدة قيلت عنك يا مدينة الله" (مز86)
أو يقال عنها "مدينة الملك العظيم" أو تحقـق فيها نبوءات معينة قد قيلت عن أورشليم ... أو
صهيــون كما قيل أيضا في المزمــور "صهيــون الأم تقــول إن إنسانا وإنسانا صار فيها
وهو العلي الذي أسسها .."( مز 87) .
11 – لقبت العذراء بالكرمة التي وجد فيها عنقود الحياة :
أي السيد المسيح وبهذا اللقب تتشــفع بها الكنيســة في صلاة الساعة الثالثة وتقول لها "يا
والدة الإله أنت هي الكرمة الحقانية الحاملة عنقود الحياة" .
12 – وبصفة هذه الأمومة لها ألقاب أخري منها :
أم النور الحقيقي ، علي إعتبار أن السيد المسيح قيل عنه إنه "النور الحقيقي الذي ينير كل
إنسان" (يو 1: 9) .
وبنفس الوضع لقبت بالمنارة الذهبية لأنها تحمل النور .
أم القــدوس علي إعتبــار أن المــلاك حينــما بشــرهــا بميــلاد المســـيح قــال لهــا " لذلك
القدوس المولود منك يدعي ابن الله" (لو 1 :35) .
أم المخلص لأن السيد المسيح هو مخلص العالم وقد دعي اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من
خطاياهم ( مت 1 : 21) .
13 – ومن رموزها أيضا العليقة التي رآها موسي النبي :
( خر 3 : 2) ونقول في المديحة "العليقة التي رآها موسي النبي في البرية مثال أم
النور طوباها حملت جمر اللاهوتية تســعة أشهــر في أحشــاها ولم تمســسها بأذية "
فالســيد الرب قيل عنه إنه "نار أكلة" ( عب 12 : 29) ترمــز إليــه النــار التي تشتعل
داخل العليقة والعليقة ترمز للقديسة العذراء .
14 – ومن رموزها أيضا تابوت العهد :
وكان هذا التــابوت من خشــب الســنط الذي لا يســوس . مغشي بالذهب من الداخل
والخـارج (خر 25: 10، 22) رمزا لنقاوة العذراء وعظمتها وكانت رمزا أيضا لما يحمله
التابوت في داخله من أشياء ترمز إلي السيد المسيح . فقــد كان يحــفظ فيــه "قســط من
ذهــب به المــن ، وعصا هــرون التي أفرخــت" (عب 9 : 4) . ولوحا الشريعة ( رمزا
لكلمة الله المتجسد) .
15 – تشبه العذراء أيضا بقسط المن :
لأن المن كان رمزا للســيد المسيح باعتبـاره الخبز الحي الذي نزل من السماء ، كل من
يأكله يحيا به أو هو أيضا خــبز الحيــاة (يو 6 : 32, 48, 49) ومادام الســيد
المسيح يشبه بالمن فيمكن إذن تشــبيه العــذراء بقســط المن الذي حمل هــذا الخبز
السماوي داخله .
16 – وتشبه العذراء أيضا بعصا هرون التي أفرخت :
أي أزهرت وحملت براعم الحيــاة بمعجــزة ( عد 17 : 6-8) مع ان العصا أصلا لا
حيــاة فيها يمكن أن تفــرخ زهرا وثمرا . وذلك يرمز لبتــولية العــذراء التي ما كان ممكنا
أن تفرخ نسلا إنما ولدت بمعجزة . ورد هذا الوصف في إبصالية الأحد .
17 – خيمة الإجتماع ( قبة موسي) :
خيمة الإجتماع كان يحل فيها الرب والعذراء حل فيها الرب وفي الأمرين أظهــر الله محبتــه
لشــعبه وهكذا نقــول في الأبصلمودية "القبة التي صنعها موسي علي جبل سيناء ، شبهوك
بها يا مريم العذراء ... التي الله داخلها".
18 – وتشبه العذراء بالباب الذي في المشرق :
ذلك الذي رآه حزقيال النبي وقال عنــه الرب "هذا الباب يكــون مغلقــا لا يفتــح ولا يدخل
منه إنســان . لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقا" حز 44 : 1- 2) وهــذا
البــاب الــذي في المشــرق رأي عنــده النــبي مجــد الرب وقــد مــلأ البيــت ( حز43 :
2- 5) . وهذا يرمز إلي بتوليــة العــذراء التي كانت من بلاد المشــرق . وكيف أن
هذه البتولية ظلت مختومة .
19 – باب الحياة – باب الخلاص :
السيدة العذراء قيل عنها في سفـر حزقيــال إنها البــاب الذي دخل منــه رب المجــد وخـرج
(حز44 : 2) . فإذا كان الرب هــو الحيــاة تكون هي باب الحيــاة . وقد قال الرب "أنا
هو القيامة والحياة" ( يو11 : 25) لذلك تكون العذراء هي باب الحيــاة الباب الذي
خــرج منه الرب مانحــا حيــاة لكل المؤمنين بــه . وإذا كان الرب هــو الخــلاص ، إذ
جــاء خلاصا للعالم يخلص ما قــد هلك ( لو19 : 10) حينئــذ تكـون العذراء هي باب
الخلاص . وليس غريبا أن تلقب العذراء بالباب وقال أبونا يعقــوب عن بيت إيل "ما أرهب
هــذا المكــان . مــا هــذا إلا بيــت الله وهــذا باب الســماء" ( تك 28: 17) .
20 – شبهت أيضا بقدس الأقداس :
هذا لأنه كان يدخل رئيس الكهنة مرة واحدة كل سنة ليصنع تكفيرا عن الشــعب كله ومريم
العذراء حل داخلها رب المجد مرة واحدة لأجل فداء العالم كله .
وتحتفــل الكنيســة 1 يونيو24 بشنس بمجــىء العائلة المقدسة الى مصر حيث أتى سيدنــا
يســوع المسيــح إلى أرض مصر وهو طفــل ابن سنتين ، كما يذكـر الإنجيل المقدس أن
ملاك الرب ظهر ليـوسف في حلم قائلا : " قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن
هنــاك حتى أقــول لك ، لان هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهـلكه (مت 2 : 13)
وكان ذلك لسببين أحـدهما لئلا إذا وقــع في يــد هيرودس ولم يقــدر على قتله فيظن أن
جسـده خيال والسبب الثاني ليبارك أهل مصر بوجوده بينهم فتتم النبـوة القائلة " من مصر
دعــوت ابني " (هو 11: 1) وتتم أيضا النبوة القائلة " هــوذا الرب راكب على سحــابة
سريعة وقــادم إلى مصر فترتجــف أوثان مصر من
جهه ويذوب قلب مصر دأخلهــا " (اش 19 : 1) . ويقــال أن أوثان مصر انكفأت عندما
حـل بها كلمة الله المتجسد كما انكفأ داجون أمام تابوت العهد (1 صم 5 : 3)
فأتي السيــد المسيح له المجد مع يوسف ووالدته العذراء و سالومي وكان مرورهم أولا
بضيعة تسـمي بسطة وهناك شربوا من عين ماء فصار ماؤها شافيا لكل مرض ومن هناك
ذهبوا إلى منية سمنود وعبروا النهر إلى الجهة الغربية . وقد حــدث في تلك الجهة أن وضع
السيــد المسيــح قدمــه على حجــر فظهر فيــه أثر قدمه فسمي المكان الذي فيه الحجر
بالقبطي " بيخا ايسوس " أي ( كعب يســوع ) ومن هنــاك اجتازوا غربا مقابل وادي
النطرون فباركته السيدة لعلمها بما سيقام فيه من الأديرة المسيحية ثم انتهوا إلى الأشمونين
وأقاموا هناك أياما قليلة . ثم قصدوا جبل قسـقام وفي المكان الذي حلوا فيه من هذا الجبـــل
شيد دير السيدة العــذراء وهو المعروف بدير المحرق . ولما مات هيرودس ظهر ملاك الرب
ليوسف في الحـلم أيضا قائلا " قم وخــذ الصبي وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل . لأنه قـد
مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي " (مت 2 : 20 و 21) فعادوا إلى مصر ونزلوا في
المغــارة التي هي اليوم كنيسة أبي سرجة بمصر القديمة ثم اجتازوا المطرية واغتسلوا هناك
من عين ماء فصارت مباركة ومقدسة من تلك الساعة . ونمت بقربها شجرة بلسم وهي التي
من دهنها يصنــع الميرون المقــدس لتكريس الكنـائس وأوانيها . ومن هناك سارت العائلة
المقدسة إلى المحمة ( مسطرد ) ثم إلى أرض إســرائيل فيجـب علينا أن نعيد في هذا اليوم
عيدا روحيا فرحين مسرورين . لأن مخلصنا قد شـرف أرضنا في مثل هذا اليوم المبارك
فالمجد لاسمه القدوس إلى الأبد . آمين
وهو عيد سيدى صغير ، ويصلى بالطقس الفرايحي ، وإذا وقــع في أيام الخماســين يفضل
قراءة فصوله حتى نشعر بروحانية العيد .
ويذكر السنكسار فى يوم6 هاتور تذكار تكريس كنيسة العذراء الاثرية بدير المحرق العامر
بجبل قسقام وهي الكنيسة التي باركها السيد المسيح وهــو صبي مـع والدته عند هروبـه من
وجــه هيرودس وسكنت فيها العائلة المقــدسة ومذبحها هــو حجر المغارة الذي جلس عليه
الرب يســوع . وقد بني هذا الدير القــديس باخوميوس أب الشــركة في القـرن الرابع
وأختار هذه البقعة لتكون ديرا يحيط بتلك الكنيسة الأثرية ذات التــاريخ المقدس . وانتهي
العمل في بناء الكنيســة أيام البابا القديس ثاؤفيلس البطريرك الثالث والعشرين . وقد جاء
هذا القديس لزيارة ذلك المكان المقدس وأراد أن يكرس الكنيســة . فظهرت له القديســة
العذراء ليــلة التكريس وقالت له " كيف تكرس هذا المكان الذي كرســه ابني " فاكتفي بإقامة
القداس الإلهي وأثنـاء الصلاة تراءى له الرب يســوع المسيــح ومعــه أمه العــذراء
وملائكتـه القديسون وباركوا البيعة ومن فيها ، شفاعة القديسة العذراء مريم فلتكن معنا آمين





وكتب التقليد ( الأبوكريفا ) تذكر لنا عن السيدة العذراء ما يأتى :
ولدت العذراء بمدينة الناصرة حيث كان والداها يقيمان , وكان والدها متوجع القلب لأنـه
عاقــر . وكانت حنــة أمها حزينــة جدا فنــذرت لله نــذرا وصلت إليه بحــرارة وإنسحــاق
قلب قائلة ( إذا أعطيتنى ثمــرة فإنى أقدمها نذرا لهيــكلك المقدس ) فلما
جاء ملء الزمان المعين حسب التدبير الإلهى أرسل ملاك الرب وبشر الشيخ يواقيـم والدهــا
الذى أعلم زوجتــه حنه بما رأى وسمع , ففرحت وشـكرت الله , وبعــد ذلك حبلت وولدت
هذه القديســة وأسمتها مريم . لما بلغت مريم من العمر ثلاث ســنوات مضت بها أمها إلى
الهيــكل حيــث أقامت إثنتى عشرة سنة . كانت تقتات خلالها من
يد الملائكة . وإذ كان والداها قد تنيحا تشاور الكهنة لكى يودعوها عند من يحفظها لأنه لا
يجوز لهم أن يبقــوها فى الهيــكل بعد هذه الســن . فقرروا أن تخطب رسميا لشخص يحل
له أن يرعاها ويهتم بشــئونها , فجمعـوا من سبط يهــوذا إثنى عشــر رجلا أتقياء
ليودعــوها عند أحدهم وأخــذوا عصيــهم أدخلــوها إلى الهيــكل , فأتت حمامة ووقفت على
عصا يوسف النجار . فعلموا أن هذا الأمر من الرب لأن يوسـف كان صديقــا بارا .
فتســلمها وظلت عنده إلى أن أتى إليها المــلاك جبرائيل وبشرها بتجســد الإبن منها . بعد
صعــود السيد المسـيح إلى السماء , إذ كانت العذراء مريم ملازمة الصلاة فى القبر
المقــدس . منتظرة ذلك الوقت الســعيد الذى فيــه تحـل من رباطات الجســد , أعلمها الروح
القدس بإنتقالها سريعا من هذا العالم الزائل . ولمـا دنا الوقت حضر التلاميذ وعذارى جبل
الزيتون , وكانت الســيدة العـذراء مضطجعة على سريرها وإذا السيد المسيح حضر إليها
وحــوله ألــوف من الملائكة , فعــزاها وأعلمهـا بســعادتها الذاهبــة إليــها , فســرت بذلك
ومــدت يدهــا وباركت التــلاميذ والعذارى , ثم أسلمت روحها الطاهــرة بيــد إبنهــا وإلهها
فأصعــدها إلى المســاكن العلوية . أما الجســد الطاهر فكفنــوه وحملوه إلى الجسمانية ,
وفيما هم ذاهبون به إعترضهــم بعض اليهــود ليمنعـوا دفنه . وأمسك أحدهم بالتابوت
فإنفصلت يداه من جســمه وبقيتــا معلقتين حتى أمــن ونــدم على ســوء فعـله , وبتوســلات
التــلاميذ القــديسين عــادت يداه إلى جسمه كما كانت . ولم يكن توما الرســول حاضرا
وقتها وإتفق وهو قادم أنه رأى جسدها الطاهــر مع الملائكة صاعدين به , فقال له أحدهم (
أســرع وقبل جســد الطاهــرة مريــم ) فأسـرع وقبله . وعند حضوره إلى التلاميذ أعلمــوه
فقال لهم ( أنا لا أصدق حتى أعاين جسدها وأنتم تعرفــون كيف شككت فى قيامة السيد
المسيح ) فمضوا معه إلى القبر . وكشفوا عن الجسد فلم يجدوه فدهش
الكل وتعجبــوا , فعرفهــم توما الرسول كيف شــاهد الجســد الطاهــر مــع الملائكـة
صاعدين به, وقال لهم الروح القدس ( إن الرب لم يشأ أن يبقى جسدها فى الأرض) وكان
الرب قــد وعــد رسله الأطهار أن يريها لهم فى الجســد مرة أخــرى . فكانـوا منتظرين
إتمــام ذلك الوعد الصادق حتى اليــوم الثانى والعشــرين من آب حيــث تم الوعــد لهم
برئيتهــا . وكانت سنو حياتها على الأرض ستين سنة جازت منها إثنتى عشرة سنة فى
الهيكل وثلاثين سنة فى بيت القديس يوســف البــار وأربعــة عشرة سنــة عند القديس
يوحنــا الإنجيــلى لوصيــة الرب القائل لهـا ( هذا إبنك ) وليوحنا ( هذه أمك ) .
وقد بنيت أول كنيسة على إسمها بمدينة فيلبى , وذلك أنه لما بشر الرسولان بولس وبرنابا
بين الأمم أمن كثيرون بينهم بمدينة فيلبى وبنا فيــها كنيسة على إسم البتول

والدة الإله . وباركت السيــدة العذراء أرض مصر بركة خاصة أثناء الهــروب إليهـا مع
الطفل يسوع ويوسف النجار من وجه هيرودس .
والدة العذراء القديسة حنه يحتفل بعيدها فى يوم 26تموز / يوليو . وحنــه بالعبرية ( حنه ,
نعمه , وتلفظ أيضا آن أو آنا ) وهو الإسم التقليدى لوالدة العذراء القديســة مريم . وحنه
زوجة يواقيم وأم مريم , هى الجدة بحســب الجســد لإلهنــا ومخلصنـا
يسوع المسيح . إسمها يعنى النعمة , الكريمة والمحبة . ولا نملك معلومات مؤكــدة عن
القديسة حنه . لم يرد ذكرها فى العهد الجـديد , ويجب أن نعتمد على الأبوكريفا , خاصة
رسالة يعقوب والتى تعود فقط إلى القرن الثانى الميلادى . حيث تخـبرنا أن حنه زوجــة
يواكيــم , كانت تقدمت فى السن ولم تســتجاب صلواتها من أجل طفل . عندما كانت تصلى
مرة تحت شجرة غار قرب منزلها فى الجليل ظهر لها ملاك وقال لها ( حنــة , لقد ســمع
الرب صلاتك وستحــبلين وتلدين , وسيتكلم العــالم كله عن ذريتك ) أجابت حنه ( إذا أنجبت
صبيا أو بنتا فإنى أقدمــه هدية لربى وإلهى ليخدمه بالبر كل أيام حياته ) . وأصبحت حنة
والدة العذراء مريــم . مع ولادة مريــم , بدأت أمها القديســة حيــاة جــديدة , راقبت كل
تحــركات إبنتها بحنــان وتوقير , وعـالمة بمصير الصغيرة , شــعرت أنها تتقدس كل
ســاعة بحضور طفلتها الطاهـرة . لكنها نذرت إبنتها للرب , وكانت مريم الصغيرة قد نذرت
نفسها للرب , وقد أعادتها حنـه إليه . كانت مريم فى الثالثة من عمرها عندما قادها يواقيم
وحنة إلى درجات الهيكل شاهداها تعبر وحــدها إلى الحــرم الداخلى , ولم يريــاها بعد ذلك
أبدا . وهكذا تركت حنة دون أولاد فى سـنها المتقــدم , ولم يســتطع أقدس والدين على
الأرض حســب خطة الله أن يربيا الطفلة كما تحتاج , فكان على مريـم أن تعانى منذ سنواتها
الأولى وخــضع القديســان يواكيــم وحنــه بتــواضع وإحـترام للإرادة الإلهية وبقيا يراقبان
ويصليــان حتى دعــاهما الله للراحــة الأبديــة . بعد مرور خمســين عاما على وفـاة
القديسة حنه أحضر جثمانها إلى فرنسا من قبل القديسة مريم المجدلية أو مرافقوها سنة 47م
.
عدد لا يحصى من الكنائس كرست للقديسة حنه حول العالم , وإن كندا بشكل خاص مكرسة
لها ويوجد مزار جميل بإسمها هناك يسمى مزار القديســة حنـه فى بيوبرى والذى يأتى إليه
الناس من من كل مكان . والبســاطة هى السر الذى نكتسب به حب القديســة حنه ,
وشفــاعتها , وحمايتها . لقد علمت إبنتهــا الطوباوية قراءة الكتاب المقدس , وهى ترى فيها
إتمام كل النبــوات . شــاعرة بطهارة إبنتــها , قداسـتها , جمالها , تألقها الذى لا يوصف .
وقد قامت القديسة حنـه مع زوجها القديس يواكيم بتقديم مريم إلى الهيكل وهى فى الثالثة من
عمرها فقط وأعطياها للرب ولنــا للأبد .
ويقع عيدها مع القديس يواكيم فى 26 يوليو .
وتقول كتب الأبكريفا أيضا , إن العذراء هي ابنه يواكيـم بن فاربافير من نســل داود من
سبط يهوذا وأمها اسمها حنــة ابنة مثاتان الكاهــن من سبط لاوي وكان يواكيـم وحنة قد
مضى على زواجهما 50 عاماً ولم ينجبـا أولادًا فبقدرة الله وبرضاه أرسل الملاك وبشر حنة
النبية أنها تحبل بابنه أشرف من كل الخلائق وكان ذلك في اليـوم
التاسع عشر من شهـر كانون أول من السنة السابعة عشر قبل الميــلاد وفي اليــوم الثامن
من شهر أيلول من السنة السادسة عشــر قبل الميـلاد ولدت مريم البتول في القدس في
المكان المدعو اليوم مدرسة القديسة حنة " الصلاحيــة " وسميت مريم " أي سيدة أو رجاء
حسب تسمية الملاك ، وكان والداها قد قدمـا نذرًا للرب أنهمــا إذا رزقا طفلاً أن يخدم
الهيكل صبيًا كان أم صبيّة وفرح بهـا والداها فرحًا عظيــمًا ،
ولما بلغــت مريــم عامها الثــالث جــاء بها والداها في 21/11/13 قبــل الميــلاد ،
فأدخلاها الهيكل لتخدم فيه وفاءً لنذرهما فتقبلها زكريـا الكاهــن الأكبر فأدخلها إلى قدس
الأقــداس بإلهــام الروح القــدس إذ أنها يومًا مــا ستصبح قـدس أقداس للرب يسوع وهناك
تثقفت العــذراء في العهـد القديم ، وفي وقت إقامتها في الهيــكل مات والداها. ولما بلغت
أخذوا يتشاورون [ أي الكهنة ] كيف يتصرفون معها بدون أن يغضبوا الله، وقال القديس
إيرونيموس : إن الكهنــة لجأوا الى تابوت العهــد بصلاة حــارة ، وطلبــوا من الله أن يظهر
لهم الرجل الأهل لأن يعهد إليه بالعــذراء ليحفظ بتوليتها تحت مظهر الزواج فأمروا يومئذ
بصوت من الرب بأن ينتخــبوا اثني عشر رجلاً من قبيلة داود لا نســاءَ لهــم ، أرامل
ويضعوا عصيهم على المذبــح ويسلموا العذراء لمن تزهر عصاه، وفعلوا ذلك وكانوا
يصلون طول الليل قائلين أظهر يا رب الرجل المستحق للعذراء وفي الصباح دخل الكهنة
مع الاثني عشـر رجــلاً فرأوا أن عصا يوسف قد أزهرت وكان هو أقرب إليهـا وكان عمره
ثمانين سنة وكان له ستة أولاد من زوجته المتوفية(وهم يعقوب ويوسي وشمعون ويهوذا
ومريم وسالومة) ومضى يوسف مع مريم بعد الخطبة إلى مدينة الناصرة وبعد الخطبة
بثلاثــة أشهــر وفي اليوم الخامس والعشــرين من شهر آذار والعذراء تقرأ في سفر أشعياء
النبي "ها إن العذراء تحبل وتلد ابنًا ويدعى اسمه عمانوئيـل" كانت تتمنى أن ترى هــذه
الفتاة من تكـون التي يصفها أشعيــاء وهي في هذه الأفكار حضر المــلاك جبرائيــل رسول
الثالوث الأقدس يقول لها : "السلام عليك يا مريم يا ممتلئة نعمةً الرب معـك مبــاركة أنتِ
في النســاء". فلما اضطربت من كلامه قال لها : "لا تخــافي يا مريم لأنك وجدت نعمة عند
الله وها أنت تحبلين بالضــابط الكل وستلدين طفــلاً وتسـمينه يسوع"، فأجابته العذراء : "
كيف يكون ذلك لبنت عذراء لم تعرف زواجًــا" فقــال لها الملاك : "إن الروح القدس يحل
عليك وقوة العلي تظلُلك وذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله وها أن نسيبتك أليصابـات
هي أيضًا حبــلى بابنِِ في شيخــوختها وها هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرًا"،
فأجابت العـذراء : "ها أنا أمة للرب فليكن لي حســب قولك". وإذ قالت مريــم هذه الكلمة
حلــت كلمة الله في أحشــائها الطاهرة فنظر المــلاك إلى الســماء فرأى الابن جالسًــا في
أحضان أبيـه ثم نظر إلى العــذراء فــرآه أيضا داخل أحشائها النقية نظير الجنين فسجد
مؤديًا الإكرام الواجب لوالدة الإله ، ثم عاد إلى السماء مسرورًا، وبعد أن بدا الأمر غير
خافيًا على يوسف الصديق ، يقول القديس أثاناسيوس : إن يوسف كان يُعفِف البتـول وكان
حائرًا من عدم اضطرابها، وبعد ذلك أتاه الملاك قائلاً : يا يوســف ابن داؤد لا تخــف أن
تأخـذ امرأتك مريم لأن المــولود منها هو من الروح القــدس ، وبعد ذلك ذهبت مريــم إلي
الجبل إلي مدينة عين كارم ودخلت إلى بيت زكــريا وسلمت على ألياصابات وعندها عرف
الجنين "يوحنـا" الذي في بطن ألياصابات أن البتـول هي أم المسيح المنتظر وسجد في بطن
أمه وامتلأت ألياصابات من الروح القدس فصاحــت بصــوت عظيـم وقالت : "مباركة أنت
في النساء من أين لي هـذا أن تأتي أم ربي إلي فطــوبى للتي آمنت ما قيل لها من قبل
الرب"، فقالت مريـم : " تعظم نفســي للرب ". وبقيــت
عندهــا ثلاثــة أشــهر ثم عــادت إلي بيتــها وفي تلك الأيام صدر أمــر من القيــصر
الروماني بأن يكتتب كل المســكونة فانطلق الجميــع ليكتبوا أســماءهم كل واحد في مدينتــه
وذهب يوسف وخطيبته مريم من الناصرة إلي بيت لحــم وكانت بيت لحم لم يعد فيها أي
مسكن من كثرة الناس . وبالكاد وجــد يوســف مكانًا في مغــارة البهائم وباتا فيها ، وفي
نفس الليلة ولدت مريم العــذراء الطفل الإلهي ، وفي تلك الناحيــة بشر الملائكة الرعاة
بالفرح العظيم : " ولد لكم مخلص وهو المسيح الرب "، وبعد ذلك نرى العــذراء في
الهيــكل بعد 40 يوماً ونرى العــذراء عنــدما جــاء المجوس وقدموا الهدايا ذهبًا ولبانًا ومرًا
. وبإرشاد الملاك المرسل من الله ذهب يوسف مع الطفــل وأمــه إلى مصر وسكنت
العــذراء سنتين وستة أشهر في مصر وسكنت في نفس المنطقة التي ظهرت فيها العــذراء
في سنة 1967 في كنيسـة الزيتون ودير المحرق والمطرية . وعندما مات هيرودس
وبإرشاد الملاك عادوا وسكنوا الناصرة وترافقه العذراء في أكثر عجائبه وتعاليــمه فنراها
مــع يســوع عنـدما كان يعلم في الهيكل وفي أول عجيبة في عرس قانا الجليل ، وآخر أيام
المسيح على الأرض نرى المسيح يسلم والدته إلى التلميذ الحبيب يوحنا ، ونراها يوم
القيــامة مع المريمات ، ويوم الصعود في جبل الطور، ويوم العنصرة في حلول الروح
القدس مع التلاميـذ ، وكانت في القــدس عزاءً للرسل في زمن الاضطهاد الذي قــام به
هيرودس . وكان يحضر إليها كثير من الذين كانوا يؤمنون ، وكان لها أكبر الأثر في نفوس
المؤمنين وذهبت العذراء إلى جزيرة قبرص بدعوة من القديس ليعازر (الذي أقامه يسوع
من بين الأموات) وذهبت في طريقها إلى جبل آثبوس أي "المقدس"، وكان الجبــل كله أصنام
وعبــاده أوثان وعند وصول العذراء الجبل تحطمت الأصنام لوحدها وبشـرت العذراء
بالمســيح واعتــمد جميــع السكان وسمي هذا الجبــل بالجبل المقدس نسبة لزيارة العــذراء
الكليــة القــداسة له وما زال حتى اليــوم يعــج بالأديــرة والكنـائس والرهبان . وأيضاً
زارت أفسس حيث كان القديس يوحنا الحبيب ورجعــت بعـد ذلك إلي القدس ولما بلغت
الستين من عمرها جــاءها الملاك في اليــوم الثاني عشر من شهر آب من السنة 44 ميلادية
فبشــرها أنها بعـد ثلاثة أيام ستنتقل من دار الشقاء إلى دار الهناء والبقاء ، ففـرحت فــرحًا
عظيمًا وَصلت شــاكرةً لله ، وطلبت أن ترى أولادها الروحانيين أي الرسل الأطهــار الذين
كانوا متفــرقين في أقٌطار العـالم فإذا بالسحب تخطفهــم في اليــوم الخامس عشـر من شهر
آب وتجمعهم لدى الأم البتول ففرحت بهــم وأخبرتهم سبب حضورهم العجــيب وعزتهم على
حزنهم ، وأن الدنيـا كلها إلى زوال وَصلت من أجل سلام العالم ، واضطجعت كما أرادت
وأسلمت روحها إلى ابنها . أما الرسل حملوا السرير بموكب جنائزي مهيب إلى القبر الذي
في قرية
الجســمانية وإن أحد اليــهود من عشــيرة الكهنة واسـمه أثاناس مد يده إلى النعش يريد أن
يقلبه فإذا بسـيف يقطع يديه الأثيمتين ، فخاف اليهود جدًا ، وآمن قوم كثير منهم . وبعد أن
وضعوا جسـد العذراء في القبر كان الرسل يتناوبون حــوله سجــدًا يرتلون التسبيح مدة
أسبوع .
وذكر أن الرسول توما لم يكن حاضرًا رقاد العذراء ، وحضر بعد ثلاثة أيام وكان في الهند
أصر أن ينظر جسد والدة الإله ويتبرك منه ويودعه مثل باقي الرسل فلما رفع الحجــر عن
باب القبر لم يجــدوا الجســد بل كان الضريح فارغًا والأكفــان وحدها ، فآمنوا أن العــذراء
انتقلت بالنفس والجسد إلى ملكوت الســماوات ، وعنـدما كانوا يصلــون على المائــدة
المقدســة عنـد استحالة القربان إذ بالعــذراء تقف بجســمها الطاهر بسحابة منيرة وملائكة
المجد حولها فقالت: "السلام لكم، افرحوا لأني معكم كل الأيام"، فهتف الرسل بصوتٍ واحد :
"أيتها الفائق قدسها والدة الإله خلصينا".
بتولية العذراء :
إن الكنــائس المســيحية بأجمعهــا تعتقــد بــدوام بتوليــة العذراء ما عــدا الكنيســة
البروتســتنتية محـرفة تفسير كلمتين حتى والبكر الواردتين في قول البشير : "ولم يعرفها
حتى ولدت ابنها البكر" متى 25:1 ومستندة إلى : " أليس إخوته يعقــوب ويوسي وسمعان
ويهوذا؟".
ولإظهار الحقيقة نقول :
1- إن كلمة حتى تدل على الاستمرار وهي حســب أفضلية النحاة تدخل ما بعدها في حكم
ما قبلها : فإن كان ما قبــلها مثبتًا كان ما بعــدها مثبتًا ، وإن كان منفيًّا كان مـا بعدها منفيًّا ،
مثلاً ذكر في سفر تكوين 7:8 " ولم يرجـع الغراب حتى نشــف الماء عن وجه الأرض"
هنــا ما قبــل كلمة حتى منفيًّا لم يرجــع إذن ما بعــدها منفيًّا لأن الغراب لم يرجع أبداً .
2- قال المخلص: "هـا أنا معكم كل الأيام حتى انقضاء الدهر" (متى 20:28)، هنا قبـل
كلمة حتى مثبتًا إذن ما بعدها أيضا مثبتًا أنا معكم مثبتًا ، ونحــن لم ننفصل عن المسيح أبدًا
لا في هــذا الدهر ولا في الحياة الخــالدة بل نكون معه بأوفر كمالا.ً
3- يقول في صموئيل الثاني 22:6 " لميكال ابنــة شاول لم يكن لهــا ولد حتى يوم موتها"
هنا ما قبلها منفيًّا لم يكن لها ولدُُ إذن ما بعدها منفيًّا، وهل يمكن أن تلد بعد الموت !
ثانيًا : إن البكر في الكتاب المقدس المولود الأول عن وحيدٍ أو بين إخـوة كما يتضح من أمر
الرب بأن يكرس له بكر حيث يقصد بالأبكار المــولودين أولاً أو الوحيـدين . ويقــول في
أشعيــاء " أنا الإله الأول" أشعياء 6:44 فهل من إله ثـانٍ أو ثالــث ! ثالثًا : أما إخوة
المســيح فهم أبنــاء يوسف من امــرأته الأولى أو أبنـاء كلاوبا من امرأته والتى يعتقد أنها
ابنة يوسـف لأن الأقارب في الكتاب المقدس يدعون إخوة , إبراهيم ولوط ابن أخيه يدعان
أخوان تكوين 8:13 وكذلك لأبان ويعقوب إبن أخته رفقه كانا يدعون أخوان تكوين 15:29،
وفضلاً عن ذلك فهــل يعقــل أن تكـون أمًا لبشــر بعد أن حملت في أحشائها إله الكل! وقد
دعاها الكتاب المقدس امرأة ليوسف
كي لا يشـتبه في أمر حبــلها وأما بعــد الولادة نرى أن الكتــاب المقــدس يدعــوها "أم
الصبي" متى 13:2 ولــو 43:2 . وقــد دعــا يســوع العــذراء " بامــرأة" (يوحنا4:2
ويوحنا 26:19) لتكــريمها وتعظيمها لأن كلمة امــرأة يومئــذ كانت
اصطلاحًــا في اللغــة للدلالة على الاحـترام والعطف ، ويؤخــذ من الآداب اليــونانية القديمة
أن السيدات ذوات المجد الرفيع كن يخاطبن بهذا اللفظ .
ويذكر لنا السنكسار فى تذكار نيـاحة القديســة اليصابــات أم يوحنــا المعمدان يــوم 16
أمشير أنها قد ولدت بأورشليــم من أب بار اسمه متثات من سبط لاوي من بيت هارون ،
واسم أمها صوفية . ويذكر أيضا أنه كان لمتثــات ثلاث بنــات اسم الكبرى مريم وهي أم
سالومي التي اهتمت بالعذراء مريم أثناء الميلاد البتول . واسم الثانية صوفية وهي أم
القديسة أليصابات والدة يوحنا المعمــدان . والصغرى هي القديسـة حنة والدة العذراء مريم
أم المخلص . فتكون سـالومي و أليصابات والسيدة العذراء مريــم بنات خــالات . وهــذا
ليس له مصدر يـؤكده ويخالف قــول المــلاك جبرائيـل (وهـوذا اليصابات نسيبتك هي ايضا
حبـلى بابن في شيخــوختها) وليس أليصابــات قريبتك وهذا ليذكربأنها إبنة هارون الكاهن
الذى ناسب سبط يهوذا الذى جائت منـه العذراء أم المخلص كما سبق وذكـرنا . ومن كلمة
شيخــوختها يتضح لنا أنه يوجــد فارق كبير فى السن بين العذراء وأليصابات مما يصعب
معه أن تكـونا إبنتا خالات . وإذا كانت أليصابات قريبة للعذراء فلماذا فكر الكهنــة أن
يخطبــوها ليـوسف النجار لأنه لا يوجد لها أقارب ترعاها عند تركها للمعبد . وسالومى أيضا
لا يمكن أن تكون إبنة خالة للعذراء بل يجوز أن تكون إبنة يوسف النجار ولم تكن تزوجــت
من زبدى حين حضرت ولادة العـذراء فى بيت لحــم وكانت معهما أيضا فى مصر أثناء
هروب العائلة المقدسة من بطش هيرودس الملك .
وأعياد العذراء التى تحتفل بها الكنيسة الأرثوذكسية :
1 – عيد البشارة بميلادها 7 مسرى .
2 – عيد ميلاد العذراء أول بشنس .
3 – عيد دخولها الهيكل 3 كيهك .
4 – عيد مجيئها إلى مصر 24 بشنس .
5 – عيد نياحة العذراء 21 طوبة .
6 – العيد الشهرى للعذراء 21 من كل شهر قبطى تذكارا لنحياتها .
7 – عيد صعود جسدها إلى السماء 16 مسرى يوافق 22 أغسطس .
8 – عيد معجزتها( حالة الحديد ) 21 بؤونة وبناء أول كنيسة بإسمها فى فيلبى .
9 – عيد ظهورها فى الزيتون 2أبريل ويوافق 24 برمهات .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

سلام ونعمه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.