دير مار يعقوب المقطع - قارة - حمص - سوريا

دير مار يعقوب المقطع - قارة - حمص - سوريا

الدير مبني من اللبن الترابي ويقع على بعد أربعة كيلومترات غربي مدينة قــارة في منطقة القلمون،
سفح جبال لبنان الشرقية، على مسافة /90/كم الى الشمال من دمشق،






ويعود بناؤه إلى القرن السادس الميلادي وقد اشتهر باتساعه وحسن بنائه ووفرة رهبانه وأملاكه وإقبال الحجاج والزوار إليه من كل الأنحاء المجاورة وكثرة النذور والصدقات المقدمة إليه وقد انطلقت منه قوافل من الرهبان لكي تؤسس بقية أديرة المنطقة .


كان الدير حصناً رومانياً للقوافل القادمة من لبنان إلى البادية، ثم تحول إلى مقر مطراني حتى القرن الثاني عشر ويعتبر مركزاً هاماً للمخطوطات، وقد تعاقبت على الدير رهبانيات كثيرة منها الشويرية حيث أدارته حتى أواخر الحرب العالمية الأولى، ثم ألحق بمطرانية حمص وحماة للروم الكاثوليك التي تقوم بالتعاون مع مديرية الآثار والمتاحف العامة في سوريا بعملية ترميم واسعة للدير تشمل ترميم البناء وإعادة القسم المتهدم منه وفق أسس بنائه القديم وحماية الجدران الموجودة فيه، والآن تقتنه مجموعة من الراهبات باسم “راهبات الوحدة الانطاكية”، تعود في مرجعيتها الى مطرانية حمص للروم الكاثوليك؟
تعيش الراهبات حياة رهبنة جماعية وفقاً للتقليد لشرقي، مع تركيز على الطابع الكنسي الذي يتجسد في الواقع بخلوة يومية لمدة ساعات تقضيها الراهبة منفردة في قلايتها، والصلاة هي محور لحياة الروحية، الليتورجيا الإلهية وصلاة القلب، والمطالعة الروحية، والحياة المشتركة هي المحور الآخر لبلوغ النمو في المحبة والتواضع، وللعمل أخيراً أهمية أولية سواء أكان يدوياً فنياً أو مرتبطاً مباشرة بالله وهادفاً إلى تكوين الذات على صورته، وكل شيء يهدف إلى إبراز جمال وجه الكنيسة، وفي حياة الدير حيز من الوقت لاستقبال الأفراد والجماعات الراغبين في العودة إلى مناهج الروح ليجددوا حياتهم من خلال رياضة روحية أو مجرد مشاركة مع الراهبات في الصلاة، وقد افرز في الدير جناح خاص لمثل هؤلاء بعيداً عن حصن الراهبات لكي لا تتشوش عندهن حياة الخلوة والصلاة .
الهدف من هذه الرهبنة هو العودة إلى جذور الحياة الرهبانية الشرقية لاسيما إلى طريق الاتحاد بالله من خلال صلاة القلب، ونشر كلمة الحياة وتعاليم الآباء دون انعكاس سلبي على أجواء الصلاة وحضور الله، ومساعدة الإنسان المعاصر ولاسيما جيل الشباب على بناء إنسانيته على صخرة الحياة الروحية، والمساهمة في الحفاظ على تراث الكنائس الإنطاكية والعمل على بناء ثقافة إنسانية تنطلق من الإنجيل ..
مقتطفات من تاريخ الدير:
في عهد الإمبراطورية البيزنطية 330 – 1453
1- ما بين سنة 565-578 تم اكتشاف قطعة نقدية من عهد يوستنيانوس الثاني في حرم الدير الداخلي .
2 – وفي سنة 628 استشهاد الناسك موسى الحبشي وهو ابن ملك وقد عاش أولاً في مصر ثم في فلسطين، ثم أتى إلى بلاد الشام في دير القديس يعقوب المقطع في قارة، ومنه انطلق ليؤسس في بادية النبك الدير الذي حمل فيما بعد اسمه .
في عهد المماليك 1250 – 1517
1 – سنة 1266 السلطان بيبرس الظاهر اقتحم الدير ونهب كنوزه وذبح كل الرهبان، ولم ينجُ منه سوى الذين تمكنوا من الاختباء في الأقبية أو المغاور أو الآبار، وجمع مسيحيي بلدة قارة واهلك منهم من اهلك، وأمر بتحويل كنيسة القديس نيقولاوس إلى جامع وما زال قائماً حتى يومنا هذا.
2 – سنة 1403 شنت جماعات من التركمان هجوماً على بلدة قارة وعملوا فيها وفي الدير السلب والنهب .
في عهد العثمانيين 1453 – 1917
1 – ما بين سنة 1453-1600 قديماً لم يكن من وجود في الشرق لجماعة رهبانية منظمة سوى دير القديس يعقوب الذي كان ديراً رئيساً، وكان دير السيدة في رأس بعلبك في لبنان تابعاً له، ثم أصبح دير القديس يعقوب لاحقاً مرتبطاً بالرهبانية الشويرية وديرها الأم دير القديس يوحنا بالخنشارة في جبل لبنان .
2 – سنة 1477 نجد في مكتبة صيدنايا رقم /4/ نجد كتاب الأناجيل المقدسة يحمل هذا التاريخ: * انتهى العمل في هذا الكتاب في الخامس من شهر حزيران المبارك من السنة 6958 لآدم الموافق 1477 لميلاد الرب يسوع، وذلك بيد خادم المسيح الحقير بين الكهنة يواكيم باسم قسيس اللابس ثوب التوبة ابن إبراهيم من قرية ( ؟ ) وكان مقيماً في ذلك الوقت في دير القديس يعقوب المقطع غربي قارة*..
3- -سنة 1491 في مكتبة برلين رقم /310/ نجد كتاب التريودي أي صلوات الفرض الإلهي في الصيام الأربعيني المقدس باللغة السريانية يحمل تاريخ 6999 لآدم الموافق 1491 للميلاد، مكتوباً بيد “الخوري حبيب ابن الأب السيد المطران مكاريوس ابن داود”، والكتاب لدير القديس يعقوب المقطع في قارة، لأجل راحة نفس الخوري يونان ابن الخوري .
4 – حوالي سنة 1600 دخل الجيش العثماني بخدعة إلى الدير وذبحوا /120/ راهباً، ثم نهبوا الدير، ومن بقي من الرهبان على قيد الحياة التجئوا إلى دير سيدة رأس بعلبك الذي كان فرعاً من دير القديس يعقوب المقطع في قارة .
5 – سنة 1600 للرهبانية الشويرية إذ كانوا هم أيضاً على الإيمان القويم، وبعد سنة مر في الدير رجل منتحل صفة وزيَّ الراهب الشويري، وسرق ما تبقى في الدير من مخطوطات، فسارعت الرهبانية الشويرية بإرسال راهب كاهن وراهب مساعد ليقيموا في الدير ويصلحوا ما خُرّب منه ويعتنوا بالأرزاق، وفي عهد المطران يوسف سفر مطران حمص عُيّن الخوري بطرس مسلّم قيماً على الدير، لكنه لم يبق في هذه المهمة سوى زمن قصير، وفي عهد المطران غريغوريوس عطا أنيطت رئاسة الدير بالكاهن الراهب اناطوليوس شاهيات .





إضغط على الصورة للتكبير



































0 التعليقات:

إرسال تعليق

سلام ونعمه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.