قصة لا تقرأ هذه الرسالة

قصة لا تقرأ هذه الرسالة


تسللت الدموع من عيني فليمون وهو يفكر في صديقه المنحرف تحت ضغط أصدقائه. ركع يصلي من أجله، ثم أمسك بالورقة يكتب له رسالة محبة.

لقد عرف ما وصل إليه صديقه من عناد انه لن يسمع لأحد. وإن سجل له رسالة محبة سيمزقها.

قال في نفسه أبعث إليه برسالة باسم إلهي، لكنه لا يطيق أن يسمع اسم الله. أخيرا هداه فكره أن يسجل بكل أمانة رسالة يبعث بها إليه إبليس، جاء فيها:

ابني العزيز...

أكتب إليك رسالة خاصة، أرجو ألا تقرأها، وأخفها عن كل محبيك.

بالأمس استيقظت متأخرًا يسيطر روح الخمول، ولم يكن لديك وقت للصلاة، ولا لبسط يديك بالشكر قبل الطعام ولا بعده.

رأيتك طول اليوم متذمرًا لا تعرف الشكر. أشكرك لأنك صرت شبيها بي أنا أبوك.

يا أيها الغبي، أنت لي. تذكر إني أخطط من أجلك بكل خبرتي وقدرتي سنوات هذه مقدارها. لقد اجتذبتك لتجحد بنوتك لله وتقبل أبوتي.

إني أبذل كل الجهد لتصير حياتك جحيمًا، فتذوق عربون الحياة التي أعدها لك.


أنا أعلم أنك تحزن قلب الله. شكرًا، فقد طردني بسبب كبريائي. ها أنا أود أن أرد له ذلك فيك. شكرا، لأنك سمحت لي أن أستخدمك بحياتك الغبية.

أنت تعلم أن الله يحبك، وقد أعد خطة لخلاصك.

شكرًا، لأنك تصر أن ترتبط بي. إني أبغضك لكن لا أقدر أن أفارقك. إني مشغول بهلاكك أبديًا.

أقدم لك الكتب الرخيصة والمناظر الدنسة خلال الإنترنت، وأحثك على الصدقات الشريرة والحفلات الماجنة والموسيقى الثائرة والرقص. أؤكد أن هذه هي الحياة، هي رياضة لازمة ولهو ضروري.

أبرر أمامك ممارسة كل خطية.

تعال يا ابني لنحترق معًا النار الأبدية. ولماذا نبقى وحدنا؟ علم أولادك وأصدقاءك أن يشتهوا نيران جهنم، فإنها معدة لي ولكل أولادي. افعل ما استطعت من شرور أمام أولادك فيتشبهون بك. إني محتاج إلى دم جديد!

لندرك يا أيها الابن الغبي أنك ملتزم بدفع عربون الخطية. صار منظرك كمن هم أكبر منك عشرين عامًا إذ حل العجز بك، وحطمت الشيخوخة المبكرة حياتك.

إن كنت تحبني لا تقرأ هذه الرسالة، أخفها عن الكل.


وإن حاولت الهروب مني فإني لا أعرف اليأس من اجتذابك إليَّ. ابعث فيك روح اليأس حتى لا تتلامس مع محبة الله الفائقة، أما أنا فلا أيأس من اجتذابك حتى آخر نسمة من حياتك.

أخيرا أحذرك من أن تتحدث مع الرب يسوع، لئلا بحبه يجتذبك وبدمه يطهرك، وبروحه القدوس يفتح أبواب السماء أمامك، يجتذبك من يدي، انه وحده قاهري!









0 التعليقات:

إرسال تعليق

سلام ونعمه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.