ما بعد الموت

ما بعد الموت



شعر بدنو اجله فصاح مرعوبا:
– لا، لا اريد الذهاب الى الجحيم. وجاءه الصوت وكأنه صوت شلال مياه: – عليك ان تقبل بقضاء الله. – ولكني لا اريد ان اقاسي العذاب الى الابد. – للاسف، لقد خلت حياتك من اي فضيلة. ولا يوجد ولا عمل طيب واحد يزين حتى ذكراك في الدنيا. كانت هذه اخر كلمات سمعها ثم غامت الدنيا في عينيه. وفي وسط ردهة المستشفى تجمع الاهل والاصدقاء عندموا علموا بخبر الحادث الذي اصابه: خرج الطبيب من غرفة الطوارئ ليخبرهم بالخبر المحزن: – لقد كانت الازمة القلبية التي اصابته من النوع الكارثي. لقد توقف دماغه. لم يصله الاكسجين لبضعة دقائق.. ثم اطرق في الارض قليلا، واخيرا صدرت منه زفرة وهو يتابع : – علينا ان ننزع اجهزة التنفس، و ندعه يرحل في سلام. ليس لدينا ما يمكن ان نفعله. تعالت الانات وبكت الام والاخوات ولكن الاب انتحى بالطبيب وقال: – هل تتركنا نصلي قليلا. وحول فراش المسجى عليه الجسد التف الجميع وقد امسكوا بايدي بعضهم. رفع الاب صوته بصلاة خاشعة قائلا: يا ابانا السماوي انت تعلم كم هو صعب ان نصلي في مثل هذه الظروف. ولكننا كأولاد عاجزين نصرخ اليك. اعط السلام والعزاء لقلوبنا المفجوعة. ولترحم اخانا. ولتكن مشيئتك المقدسة. امين. استيقظ وقال وقد لمعت في ذهنه فكرة: يا ليتني كنت قبلت قضاء الله. لقد تذكرت الصلاة التي يتلوها الكاهن في الجنازات حيث يقول: “هذه النفس التي اجتمعنا لأجلها اليوم. افتح لها يا رب باب الفردوس. لكنت الان قد دخلت الفردوس بالسلطان الكهنوتي الذي للكنيسة المقدسة”. يا رب اعطني فرصة للحياة مرة اخرى. نا الان عمري 35 سنة، تماما مثل عمر حزقيا الملك. لقد بكي عندما علم انه سيفارق الحياة وطلب منك ان تطيل عمره وبالفعل نال سؤاله. لقد اعطته 15 عاما اخرى يحياها، فمات في عمر الخمسين. اريد انا ايضا عمرا مثله. وجاءه الصوت ثانية: اذا كنت قد احسنت الفهم، فان نفسك يعيبها الخور الذي يسيطر على الكثيرين، حتى يصرفهم عن الاعمال الطيبة، كما يخطئ الحيوان النظر حين يجفل. ان تموت الان افضل لك. – ولكني اريد فرصة اخرى. حقا ان الحيوان يخطئ النظر حين يجفل ولكني اؤمن ان رحمة الله تضئ الطريق امام الاثمين. – هل تظن انك بقادر على ان تسلك افضل مما كنت؟ لقد قبض الله روحك وانت في افضل حال. اعتقد ذلك. بدأ يخاطبه في رقة ولطف، وفي صوته لغة الملائكة. – حسنا ، ليكن لك ما تريد. تألقت عيناه اكثر من النجوم وهو يهتف: – اشكرك يا رب. انا اؤمن انك اعطتني سؤالي. ثم بدأت الافكار تداهمه: – انظر، لقد اهملت نصيحة اخيك الذي لا يذهب الى الكنيسة ويفعل كذا وكذا من الخطايا. ان اخيك قد اعترضته فخاخ في الطريق فارتد الى الوراء وترك تبعية الرب، واخشى ان يكون ضلاله قد بلغ حدا يجعل نهوضك لنجدته متأخرا. – سأبذل قصارى جهدي. سأصلي من اجله، وانا اؤمن ان الله سيجدد حياته.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

سلام ونعمه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.