البطريرك الذى لم يجلس ابدا على الكرسى المرقسى

 البطريرك الذى لم يجلس ابدا على الكرسى المرقسى




المدينة الأصلية له :  مير
الاسم قبل البطريركية     :     جرجس
من أبناء دير     :     دير البرموس
تاريخ التقدمة     :     30 هاتور 1377 للشهداء -6 ديسمبر 1660 للميلاد
 تاريخ النياحة     :     16 مسرى 1361 للشهداء - 15 أغسطس 1675 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي     :     14 سنة و8 أشهر و9 أيام
مدة خلو الكرسي     :     7 أشهر
محل إقامة البطريرك     :     حارة زويلة ثم حارة الروم
محل الدفن     :     أبو سيفين بمصر
الملوك المعاصرون     :     محمد الرابع 


البطريرك الذى لم يجلس ابدا على الكرسى المرقسى
لما خلا كرسى مارمرقس بعد البابا مرقس السادس ال101 وقع الاختيار على الاب الراهب جرجس وكان مقيما فى طوخ النصارى يشرف على عزبة الدير
فذهب إليه الأراخنة ومعهم بعض الأساقفة وقالوا له انه المختار للكرسى لكنه شكرهم وأعلن رفضه
وكان بعض اهل مصر يريدون راهبا اخر اسمه يوحنا وكان فاضلا بارا ايضا ولم يتفق الفريقان على احدهما وقررا ان يضعهما تحت الاختبار ولكن ما العمل والقمص جرجس يرفض الحضور الى القاهرة ويرفض مجرد التفكير فى المنصب كان الحل ان يرسلوا اليه جنودا ومعهم كهنة واراخنة فألقوا القبض عليه وأتوا به إلى القاهرة وسجنوه فى بيت الباشا ومعه القمص يوحنا .
واستمر الجدل ثلاثة أشهر ,ثم أتفقوا على تقدمة القمص جرجس والقوا قرعة اكتر من مرة وكانت فى كل مرة باسم الراهب جرجس وكانا الراهبين قد ظلا طيلة الثلاث شهور فى سجن الباشا فذهبوا لأخذ الراهبين فقال لهم جند الوالى انهم فى ليلة من الليالى قد شاهدا نوراً كأنه قنديلاً منيراً فوق رأس القمص جرجس
وفى كنيسة القديس مرقريورس مصر القديمة رسم الراهب جرجس بطريركا بأسم البابا متاؤس الرابع في يوم الأحد ديسمبر سنة 1660 م. في عهد السلطان محمد الرابع العثماني
واقتنى قداسته سيرة التواضع طيلة ايامه حتى أنه لم يقبل أبداً أن يجلس على الكرسى الباباوى فى الكنيسة بل كان يكتفى بالوقوف بجانبة حتى نهاية الصلوات
وعند نياحته وقد ادرك قرب الانتقال ذهب الى مدفن الاباء البطاركة فى كنيسة ابوسيفين وقال : " إنفتحى وإقبلينى لأسكن مع أخوتى "
وبعد ايام مرض فأرسل فى طلب رئيسة دير الراهبات بحارة الروم وسلمها كل ما عنده وقال لها : " إحتفظى بهذه الأمانة بكل حرص وسلميها إلى من يأتى بعدى لأنها وقف على الكنيسة " ثم بعث بعد ذلك بخطابات إلى الأساقفة يوصيهم برعية الرب يسوع من الأقباط المسيحيين .
وانتقل الى ابائه بعد سيرة عطرة وبعد 14 سنة بطريركا على كرسى مامرقس
لم يجلس فيها مرة واحدة على الكرسى لشعوره بعدم الاستحقاق


مقدِّمة: خلو الكرسي البطريركي لمدة كبيرة:
لما تنيَّح البابا مرقس السادس (البهجوري) في 20 أبريل سنة 1656م، ظل الكرسي الإسكندري بعده شاغراً لمدة أكثر من 4 سنوات؛ ذلك لأن الأقباط كانوا قد سئموا من تصرفات البابا السابق، حتى صار على ألسنتهم هذا الشعار: ”ما لنا حاجة إلى بطاركة، وكفانا ما حصل“ (قيام خصومة بين البطريرك وأحد الأراخنة، وفرضه أموالاً كثيرة على الشعب بصفة جبرية. ويقول كاتب سيرته إنه كان ”كثير الحمق“ وضج منه الجميع – عدد يونية 2013، ص 49،48).

بدء انتخابات البطريرك:

ولما طال الزمن وظل الكرسي البطريركي شاغراً، قام الأساقفة وأقنعوا الشعب بضرورة العدول عن رأيهم، وبدء النظر في أمر اختيار البطريرك بحيث يكون جديراً بإسناد هذا المركز السامي إليه.

ترشيح راهبين اثنين للبطريركية:

وبعد البحث والاستقصاء، وقع اختيار البعض على الأب الإيغومانس جرجس رئيس دير العذراء براموس، واختار البعض الآخر الإيغومانس يوحنا (من دير البراموس أيضاً). ولم يمكن التوفيق بين الفريقين، حتى زال الاختلاف ووقع الاختيار على الأب الإيغومانس جرجس.

مَن هو الإيغومانس جرجس البراموسي:

كان والدا هذا الراهب من المسيحيين الأتقياء أصحاب الصدقات. وكانا من أغنياء قرية ”مير“ من إقليم ”الأشمونين“ بكرسي قسقام المعروف بالمحرَّق.

وقد رُزق الوالدان بثلاثة أولاد ذكور منهم الأب جرجس، وكان محبوباً أكثر من أخويه لتميُّزه وذكائه.

وقد اعتنى والداه بتربيته الروحية، فلم يكلِّفاه بالمضيِّ إلى الحقل والاشتغال بالزراعة ولا إلى مرعى المواشي مثل أخويه، بل أدخلاه الكُتَّاب بالكنيسة، فتعلَّم القراءة والكتابة ودراسة الكتاب المقدس وحِفظ الألحان الكنسية والتراتيل وتسابيح الكنيسة، وكان بارعاً فيها أكثر من أقرانه، وكان يقوم بتفسير معاني الآيات والطقوس لكل مَن يسأله.

+ ولما بلغ سن الرشد، زَهَدَ في هذا العالم الزائل، ومضى من بيت أبيه إلى دير العذراء براموس ببرية شيهيت بوادي النطرون.

+ وبعد أن لبث في الدير مدة 6 سنوات، رأى في حُلم أنَّ والديه حزينان بسبب عدم معرفتهما بمكانه، لأنه لم يُخبر أحداً بنيَّته في الالتحاق بالرهبنة وبدخوله دير البراموس. فقام من نومه منزعجاً، واستشار إخوته الرهبان في ذلك، فوافقوه على أن يُسافر إلى بلدته ”مير“ ليُطمئن والديه على نفسه. فمضى إلى بلدته ”مير“ وزار والديه وإخوته. فلما رأوه فرحوا به كثيراً، ثم أراد أبوه أن يُثنيه عن الرهبنة ويُزوِّجه. فلما شعر الراهب جرجس بهذه النيَّة وعَلِمَ بحقيقة ما نوى عليه والده من أحد أصدقائه، هرب من البلدة مُسرعاً إلى ديره دون أن يشعر به أحد. ففرح الإخوة بالدير بعودته فرحاً عظيماً.

+ وظل الراهب جرجس مُقيماً في ديره عائشاً مع إخوته الرهبان بمحبة وإخلاص، وكان يقوم بخدمتهم روحياً ومادياً، حتى قرروا رسامته قسّاً على الدير. وبعد رسامته قسّاً، ظل يكدُّ في السهر في الصلوات في ساعاتها، والنُّسك بالصوم في مواسمه، وفي أوقات فراغه كان يقوم بالعمل أكثر مما هو مفروض على باقي الرهبان. واستمر على هذا المنوال سنين عديدة.

قصة الخلاف على اختياره للبطريركية:

لما ظل الكرسي البطريركي للإسكندرية خالياً مدة طويلة، كما ذكرنا، قام الأساقفة مع الأراخنة والشعب بالبحث في سائر الأديرة عن الرهبان الذين يمكن اختيار البطريرك من بينهم. فدلَّهم الآباء على الإيغومانس (القمص) جرجس (الميري) رئيس دير البراموس، وكان في ذلك الحين مُقيماً بمدينة طوخ النصارى للإشراف على أوقاف الدير من الأراضي الزراعية، وللقيام بإرسال قوافل تحمل تموين الدير. فلما فاتحوه في أمر ترشيحه للبطريركية، رفض مُعتذراً لهم، ولم يشأ أن ينزل معهم. فاتَّجه تفكيرهم نحو القمص يوحنا، وكان رجلاً مشهوراً بالورع والعلم مثل زميله القمص جرجس (الميري)، ولكن لم يجدوا من الشعب تأييداً لهذا الترشيح.

+ وبعد ذلك، أرسل الأراخنة وفداً من أعيان الشعب وكبار الكهنة لإحضار القمص جرجس (الميري) من طوخ النصارى (مكان إقامته آنذاك). فلما وصلوا إلى طوخ قابلوه هناك.

ويقول كاتب السيرة: إنهم أخذوا معهم جنداً (كانوا يُسمَّون آنذاك بـ ”الجندرمة“) واقتادوه عنوة إلى بيت الوالي، وأودعوه في بيت الوالي مع زميله القمص يوحنا، وظلاَّ هناك 40 يوماً.

+ ويقول كاتب السيرة: إن الشعب انقسم في اختيار الأصلح منهما، وتمسَّك كل فريق بمرشَّحه حتى طالت مدة حجزهما في بيت الوالي، وتعطَّلت رسامة البطريرك مدة 3 أشهر أيضاً بسبب هذا الانقسام.

+ كما يقول كاتب السيرة إنَّ الجُند شاهدوا في بعض الليالي أثناء حراستهم للراهبين كأنَّ قنديلاً يُضيء فوق رأس الراهب جرجس الميري.

+ ولكن ظل الكرسي خالياً حتى تيسَّر إزالة هذا الخلاف، وتمَّ الصُّلح بين الفريقين واجتمعت كلمتهما على تقديم القمص جرجس الميري، ورَضِيَ به الشعب مجتمعاً عليه(1).

رسامة القمص جرجس بطريركاً:

وهكذا قُدِّم القمص جرجس الميري للرسامة بوضع أيدي المطارنة والأساقفة على رأسه، ليصير ”رئيس أساقفة على مدينة الإسكندرية“. وتمَّ ذلك في كنيسة القديس مرقوريوس بمصر القديمة في يوم الأحد الأخير من شهر هاتور، 30 هاتور سنة 1377/ 6 ديسمبر 1660م. وكان ذلك في أيام السلطان العثماني محمد الرابع.

البابا متَّاؤس الرابع بطريركاً

على الإسكندرية (الثاني بعد المائة):

وكان يوم رسامة البابا متَّاؤس الرابع يوماً مشهوداً في البلاد المصرية. فكان فرح الأقباط والمسيحيين على اختلاف طوائفهم عظيماً بعد طول الانتظار.

+ وجلس هذا البابا على الكرسي المرقسي داخل ”القلاية البطريركية“ بكنيسة العذراء الأثرية بحارة زويلة، وبدأ النظر في الأحكام الشرعية وأمور الكنيسة.

أخلاقه وتواضعه مدة رئاسته، وأعماله:

كان هذا البابا يتمتع بتواضعٍ جمٍّ، فلم يتغيَّر في أحواله عن أيام رهبنته وحياته النسكية التي كان يُمارسها في ديره. فما كان يحب التعظُّم ولا التفاخُر، فما كان يعتلي كرسي البطريرك الموضوع في الكنيسة مطلقاً، بل كان يظل واقفاً بجانبه.

+ وقد اشتهر – كما سجَّل له سنكسار دير القديس أنطونيوس – بأنه كان يفتقد الأرامل والأيتام ويزور المسجونين ويُواسيهم، وكان يعتني بالرهبان المنقطعين للعبادة في الأديرة ويُزوِّدهم بما يحتاجونه. وباختصار، كان مُحبّاً للبراري وساكنيها والكنائس وشعبها.

+ ورغم كل هذه الأعمال، لم يكن – مثل سَلَفه البابا السابق – يطلب من أحد زيادة في الرسوم المطلوبة العادية.

+ وذُكِرَ في كتاب: ”التوفيقات الإلهامية“، ص 541، حدوث حريق هائل في حي باب زويلة، وذلك في شهر بشنس سنة 1386ش، حتى مات فيه ضحايا كثيرون، وتخرَّبت المساكن في ذلك الحي.

+ وفي سنة 1387ش، انتشر وباء عظيم في مصر سقط فيه ضحايا كثيرون. وقد أطلقوا عليه اسم ”الحريق“، ومات فيه كثيرون من الناس.

الكنيسة الإثيوبية:

قام هذا البابا برسامة مطران على الكنيسة الإثيوبية سنة 1665م، باسم ”المطران خريستوذولو“، وظل بها حتى تاريخ نياحته بعد ذلك بسبع سنوات عام 1672م.

+ وقد أقام الأب البطريرك لهذه المملكة مطراناً آخر بعد نياحة المطران ”خريستوذولو“، يُدعى ”أبونا شنودة“ الذي ظل رئيساً للكنيسة الإثيوبية حتى سنة 1694م، وكان ذلك في أثناء عهد الملك الإثيوبي ”واسيليدس“ (الذي تولَّى المملكة من 1632-1667م)، كما عاصَر خليفته الملك يوحنا الأول (تولَّى المملكة من 1667-1682م). وكان ”أبونا شنودة“ (كما يُطلق الإثيوبيون على مطرانهم) قد عاصر بعد الملك يوحنا الملك ياسو الأول الذي تولَّى المُلْك من سنة 1682-1706م.

نقل الكرسي البطريركي إلى حارة الروم:

ظلَّت كنيسة العذراء بحارة زويلة مقرّاً رسمياً للبطاركة من عهد البابا يوحنا الثامن (البطريرك الـ 80) منذ سنة 1303م إلى عهد البابا متَّاؤس الرابع الذي كان آخر مَن سكن من البطاركة في حارة زويلة، وأول مَن نَقَل الكرسي البطريركي إلى حارة الروم في سنة 1660م عقب رسامته.

فشل المحاولات الشيطانية

أمام وداعة وتقوى البابا متَّاؤس:

+ في مرة أراد بعض الحانقين أن يهدموا بيعة القديس مرقوريوس بمصر القديمة، وتوجَّهوا إلى ديوان الوالي وطلبوا تعيين ”أغا“ من قِبَل الدولة للقيام بتنفيذ هذه المهمة. فلما بلغ الخبر البابا متَّاؤس، اغتمَّ غمّاً شديداً، وأقام ساهراً بالليل في مناجاة الله وشهيده القديس مرقوريوس. فما كاد الجنود ينامون حتى وقع عليهم حائط، فماتوا جميعهم، وشاع الخبر في المدينة كلها. فاضطربوا وعدلوا عن مشورتهم الرديئة. وقدَّم البابا الشكر لله على تلبية ندائه وخلاص الكنيسة من الهدم.

رسالة لاهوتية يكتبها البابا متَّاؤس الرابع عن

حقيقة الحضور الإلهي في سرِّ الإفخارستيا:

لم يقف جهاد البابا متَّاؤس عند احتماله المضايقات والمعاكسات من الخارجين، بل امتدَّ نشاطه إلى أن يُعلن في عام 1672م الإيمان الأرثوذكسي ليُدعِّمه في قلوب المؤمنين. وهكذا كتب رسالة أوضح فيها حقيقة الحضور الإلهي في سرِّ الإفخارستيا، وذلك في مواجهة التعاليم التي ظهرت في الغرب على يد ”يوحنا كالفن“ في أواخر القرن السابع عشر (1670-1689م)، وكان قد طُلب منه أن يوضِّح تعليم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حول هذه التعاليم ما يخص ”سر الإفخارستيا“.

+ وفي هذه الرسالة يُظهِر البابا كيف أن طقس القداس الإفخارستي يُعيد حضور التجسُّد. وفي هذا الإطار يُلقي البابا متَّاؤس الضوء على حقيقة أنَّ لاهوت المسيح يبقى مُختفياً تحت أعراض الخبز والخمر، كما كان مُختفياً في أحشاء البتول القديسة العذراء مريم. وبتعليم البابا متَّاؤس الرابع في القرن السابع عشر، يُعتبر سر الإفخارستيا هو المضمون الوحيد والممتاز الذي من خلاله يصير الكلمة المتجسِّد منظوراً بالإيمان وحاضراً لدى المؤمن، من أجل أن يشترك في جسد المسيح من خلال الأَكْل والشُّرب، وبهذا يعترف المؤمن بعمل الله الخلاصي بتجسُّده(2).

اللغة القبطية في الجيلين

السادس عشر والسابع عشر الميلاديَّيْن:

+ قال المقريزي في كتابه ”الخطط“ إن رهبان مصر لبثوا يتكلَّمون باللغة القبطية لغاية القرن الخامس عشر، وأنَّ بعض النساء والأطفال في الصعيد ورهبان الأديرة الكائنة حول أسيوط وأهل درُنكة وأخميم والبلاد المجاورة في الجهة الشرقية، كانوا يتكلَّمون جميعاً بها في ذلك العصر (الجزء الرابع – ص 417،416).

+ وقد ذَكَرَ الأب ”فانسليب“ في كتاب سياحته في مصر سنة 1672م، أنه وجد بين الأقباط مَن يتكلَّم بلغته الأصلية عند زيارته لأسيوط، فقد قابَلَ المطران القبطي أنبا يؤانس. وقال عنه إنه رجل شريف للغاية، تقيٌّ، فاضل، وأنه عرَّفه بأحد أصدقائه المدعو ”المعلم أثناسيوس“، وهو الشخص الوحيد في مصر العُليا الذي يتكلَّم لغة البلاد الأصلية أي اللغة القبطية (صفحة 363).

آخر أيام البابا متَّاؤس:

وقام البابا متَّاؤس الرابع برعاية شعبه رعاية حسنة مقرونة بالصلاح والتقوى والوداعة والرأفة. ولما قربت أيامه، مضى إلى مَقْبَرة الآبـاء البطاركة بمصر ووقف أمامها، وهـو يقول:

- ”انفتحي واقبليني كي أسكن عند إخوتي“.

ولما مضى وعاد إلى قلايته، اعتراه مرض الموت، فأرسل إلى الأساقفة كي يُحضرهم ويُوصيهم على رعاية رعية المسيح، كما أحضر رئيسة الراهبات بحارة الروم من ديرها، وأعطاها كامل ما عنده وأوصاها قائلاً:

- ”تحفَّظي على هذه الوديعة، واعْطِها للذي يأتي بعدي، لأنها وَقْف على القيامة“.

وكان عمر البابا متَّاؤس الرابع وقتئذ خمساً وسبعين سنة(3).

نياحة البابا متَّاؤس الرابع:

وأقام البابا متَّاؤس الرابع على الكرسي الرسولي الإسكندري مدة 14 سنة، 6 أشهر، 23 يوماً. وتنيَّح بسلام في يوم 16 مسرى 1391ش/ 15 أغسطس 1675م.

وكانت نياحته بالقلاية البطريركية القديمة في كنيسة الشهيد مرقوريوس بمصر القديمة. واجتمع سائر الكهنة والشعب في يوم جنازته بعد أن استأذنوا من والي مصر بدفنه. فأطلق سبيلهم بعد أن أَخَذَ منهم أموالاً طائلة.

وقد ناح على فقدانه جميع الشعب المسيحي، ودفنوه في المغارة المخصَّصة للبطاركة تحت الهيكل في الكنيسة المذكورة.

بركة صلاته تكون معنا، آمين.

+ في العدد القادم سنذكر بعض أخبار عن الكنيسة القبطية في ذاك العصر، كما رآها الراهب الإيطالي فانسليب الذي مكث 3 سنين في مصر، وكتب ما شاهده في هذا الكتاب.

(يتبع)

(1) كتاب ”تاريخ البطاركة“، تأليف أسقف فوَّة، ص 188 ”أ“، 189.
(2) Stephen J. Davis, Coptic Christology in Practice, Oxford University Press, New York, 2008, p. 279. وفي هذا الكتاب الفريد من نوعه، يعرض المؤلِّف الكتابات اللاهوتية لآباء الكنيسة القبطية من القرن الأول وحتى القرن العشرين، ثم يعرض ما كتبه الأب المطوَّب متى المسكين من كتابات لاهوتية حول شخص المسيح.
(3) كتاب 289 طقس، وكتاب 343 طقس، وجه 160 – مكتبة دير الأنبا أنطونيوس.


أحداث وتمرد ضد الحكم العثمانى أثناء خلو الكرسى

يذكر الأنبا يوساب أسقف فوه : " أنه فى سنة 1375 قبطية الموافق لسنة 1069 هجرة هلالية حدث بمصر والصعيد كان المتولى أسمه محمد بيك فى أنه جاء إلى مصر وذهب إلى الصعيد بغير أذن من الحاكم وحكم الصعيد , وفى آخر يوم من شهر طوبة أصدر الباشا أمراً بعزل محمد بيك وتولى بدلاً منه سنجق أسمه أحمد بيك , وأرسل محمد بيك بعد عزله فقطان (أمر) بالتوجه إلى بلاد الحبشة , ولكنه رفض الرضوخ للعزل وجمع حوله عربان الصعيد والعساكر الذين معه والكشاف والمتوليين تحت أمره وتجمعوا بناحية منفلوط , وذهب الأغا إليه بالقفطان (أمر ) الذهاب غلى الحبشة فرفض قبوله وطرد الأغا الذى يحمله ليسلمه إليه , فلما بلغ ما حدث للباشا جمع جميع عسكره التى بمصر وقاد جيشاً مكوناً من 14 سنجق وذهب إلى منفلوط وقام جيش الباشا بنهب غالبية بلاد الأشمونيين فلما إقتربوا من سمالوط وشاعت أخبار جيش الباشا إلى محمد بيك توجه إلى ملوى وأقام هناك سبعة أيام , وحدث أن هرب جميع من كانوا يؤيدونه ولما حوصر رجع إلى منفلوط مرة ثانية وأخذ ما قدر على حمله من المال وهرب من عرقوب بنى عدى إلى الجبل الغربى , فلم وصل جيش الباشا إلى منفلوط جهزوا مجموعه من العسكر ذهبوا وراءه فى الجبل وكان الأمير غطاس بيك هو الذى قاد المجموعة التى خرجت وراء محمد بيك فى الجبل الغربى , وظلوا يفتشون عليه حتى وصلوا إلى ألواح وقبضوا عليه وأتوا به إلى الباشا الذى كان مازال فى منفلوط فأخذوه وتوجه إلى ملوى وامر الباشا بإعدامه فخنقوه الجند ومات كمسكين , وعندما ذهب الباشا إلى مصر مات غطاس بيك لأنه أصيب بطلقة من الرصاص فى ألواح عندما  , أما الباشا أرسل السلطان وإستدعاه إلى القسطنطينية وقتل بسبب ما حدث , أما المعلم عوض النصرانى السنجق أسقوه سماً ومات .



 إنتخاب البابا

وعندما تنيح البابا أنبا مرقس ظل الكرسى خاليا لمدة أربع سنوات وستة أشهر ,

 القمص جرجس الذى أختير ليكون البابا ولد من ابويين تقيين من أغنياء مير التابعة لكرسى قسقام بمنطقة دير العذراء (المحرق) , وكان ابويه يكثران من الصدقات ومن المساهمة فى الكنائس وأعمالها , وكان جرجس وحداً من ثلاثة ذكور , وكان أخوية يعملات فى الزراعة والإهتمام بتربية المواشى أما هو فقد أهتم بتحصيل العلم ولما راى أبواه ذكاءه أرسلاه إلى كتاب بلدتهم فتعلم القراءة والكتابة والحساب كما تعلم الألحان الكنسية وتدرب على قراءة الكتاب المقدس وغيره من كتب الكنيسة , وأصبح يفسر الكتاب المقدس والطقوس وغيرها لكل من يسأله . ثم قصد الحياة الأخرى وفكر فى الحياة السمائية فقام على الفور وذهب إلى برية شهيت حيث ترهبن فى دير البراموس , وعاش فى جهاد يدرب نفسه لمدة ست شنوات حتى أكتسب العديد المن الفضائل , وإمتلأت نفسه فرحا وسكينة , وبعد هذه السنوات رأى حلما أن والديه فى حزن وكآبه لأنه لم يعلمهما بترهبه , فإنزعجت نفسه من الحلم وأخبرا شيوخ الدير عن الموضوع فأشاروا عليه بالذهاب إلى والديه لأن الرب قد أوصى بإكرامهما .

وغادر جرجس ديره وذهب إلى مير بلدته , وحينما راوه أهل بلدته وابيه وأمه واخوته فرحوا فرحاً عظيماً , وحاول أبيه إثناءه عن مواصلة رهبنته بإقتراح الزواج عليه فرفض ولما رأى إلحاح أبيه , وعز عليه أن يقول لا والكتاب امر بالطاعة هرب جرجس من مير وعاد إلى ديره , ولما أختفى هذه المرة أدرك أبواه وبقية أهله إنه عاد إلى الدير فرضوا بإختياره الطريق والحق والحياة أما الرهبان فحين راوه فرحوا , وهكذا فرح قلب أهله برؤيته والإطمئنان عليه وفرح الرهبان بعودته إليهم .

وعاد جرجس إلى جهاده الروحى فى كسب الفضائل ونمى فى الروح وكان يخدم أخوته الرهبان روحياً وجسدياً , وكان يقضى إحتياجاتهم فبادلوه محبة بمجبة وأنتخبوه ليكون رئيساً عليهم وقساً (1)

وكان مقيما فى طوخ النصارى عندما وقعت الأنظار عليه , وكان وقتها يشرف بنفسه على عزبة الدير لتمويين ساكنيه , فذهب إليه الأراخنة ومعهم بعض الأساقفة وكاشفوه برغبتهم لكنه شكرهم وأعلن رفضه فوجهوا نظرهم إلى القمص يوحنا الذى يصاحب رئيسه فى هذا الوقت , وكان هو أيضاً مشهوداً له بالفضيلة والتقوى , فغادر الوفد مير ورجعوا إلى القاهرة وظلا يتناقشون ويفاضلون بين الراهبين الذين قابلاهم  فأرسلوا مجموعة من النصارى جندارية وكان معهم كهنة وشعب فألقوا عليه القبض وأتوا به إلى القاهرة وسجنوه فى بيت الباشا ومعه القمص يوحنا .

وإنقسم الأقباط إلى طائفتين فمنهم من كان يقول : " لا نرضى إلا القمص يوحنا بطركا نقيمه علينا " , وآخرين يقولون : " لا نرضى إلا بالقمص جرجس بطرك علينا " فتعطل إقامة البابا الجديد ثلاثة أشهر ,ثم أتفقوا على تقدمة القمص جرجس وكانا الراهبين قد ظلا سجينين طيلة الثلاث شهور فى سجن الباشا فذهبوا لأخذ الراهبين قالا لهما الجند المسلمين أنهما فى ليلة من الليالى قد شاهدا نوراً كان قنديلاً منيراً فوق رأس القمص جرجس وكان الجند مندهشين .

فكانت هذه علامة إلهية لشهود غير مسيحيين أنه هو المختار من الرب , فكرز فى كنيسة أبو مرقورة بمصر القديمة فى الأحد الأول من شهر هاتور سنة 1377 ش التى توافق 1387 م بأسم البابا متى أومتاؤس الرابع أو متاؤس الميرى نسبة إلى بلدته (2) واصبح البطريرك وقد عاصر هذا البطريرك السلطان محمد .

وأقام البابا متاؤس فى كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة حيث كانت المقر الباباوى فى هذا العصر , ونظر فى الأحكام الشرعية وأثرها فى أمور الكنيسة , ومما ذكرته أيريس حبيب المصرى عن هذا البابا المتواضع أنه لم يقبل أبداً أن يجلس على الكرسى الباباوى فى الكنيسة بل كان يكتفى بالوقوف بجانبة , ودأب على إفتقاد اليتامى والأرامل , وعلى زيارة المرضى والمسجونين , وعلى العناية بالرهبان والمنقطعين , فوجد الجميع فيه أباً عطوفاً (3) وكان فى أيامه هدوء وطمأنينة فى مصر وكان محباً للأديرة فى البرارى والكنائس القبطية .ولم يتغير عن رهبانيته كما كان فى البرية ولم يطلب من أحداً زائد عن حقوقه من ألأديرة والدخل الذى كلن من المعتاد أن يتسلمه (4)

عـــــــام الحـــــــريق

فى سنة 1387 ش فى زمن بطريركية هذا البابا شب حريقاً هائلاً فى جهة باب زويلة وأستمر أياماً متوالية , فتسبب فى قتل الكثيرين ثم أنتشر وباء بعد هذا .

إغلاق الكنائس

وحدث إضطهاد للأقباط من الترك العثمانيين فقد حدث أن ذبح جنود الترك إمرأة خليعة فى المدينة وألقوا بجثتها بعيداً قريباً من بركة الأزبكية ولإخفاء جريمة جنوده قام حفظة الأمن بإغلاق كنائس المنطقة ومنعوا الأقباط من الصلاة فيها , وأغلقوا أيضاً البيوت الخاصة المتاخمة للمنطقة , فإن أراد القبطى الخروج من منزله فرض عليه الجند المحيطون بالمنازل والمنتشرين فى الشوارع يأخذون مبلغاً من المال ليأذنوا له بالخروج من منزله ليباشر أعماله , كما فرض مسئول الأمن على الأقباط غرامة ثقيلة , ولما سألوا عن السبب فى هذه الغرامة أجابهم : " أنها ثمن دم "

الضرائب والجزية التى دفعها الأقباط فى العصر العثمانى 

قبل سنة 1664 م

" الإلتزام الشرعى" ضريبة الموحدة يدفعها الأقباط "جزية" : كان الأقباط يدفعون أموالاً ضئيلة حتى سنة 1664 م ,  ولكن يدفعونها إلى جهات معينه وهى : -

كان بعض الأقباط يدفعها إلى الشيخ البكرى ( لكونه سليل أبو بكر الصديق )

وكان بعض الأقباط يدفعها لبعض المساجد .

والبعض الثالث من القباط يدفعها لبعض العظماء الذين كان يطلق عليهم لقب " السادات"

" إلتزام السلطان الأعظم " :   وكانت الأموال التى تدفع لخزينة الباشا كبيره على الأقباط .

وكانت الكفور والقرى والضيع النختلفة تشترك فى دفع هذه الأموال , وكانت تختلف فى قيمتها تبعاً لنسبة الأقباط الذين يعيشون فيها , وكان الملتزم بجمع هذه الأموال للحكومة يحدد مقدارها فكان فى العادة يطالب الفقراء يأقل ما يطالب به الأغنياء , فكان دفع الموال فيه شئ من العدالة .

بعد سنة 1664 م

قرر الباشا توحيد الأموال التى تجمع من ألأقباط وجعلهما مبلغاً واحداً بإسم السلطان , وقد حتم على الفقراء ما يدفعه الأغنياء , فيجمع الباشا الأموال ويسدد منها ما يخص المساجد والسادات ويودع الباقى فى خزينة السلطان ليتصرف هو فيه قبل إرساله إلى الباشا حاكم مصر .

وهذا التصرف الجشع وضع فقراء الأقباط أشد بؤساً وضنكاً , فكان كثير منهم يضطرون إلى الهرب من بيوتهم وأراضيهم وأهاليهم إلى الجبال أو مغادرة قراهم إلى قرى واماكن اخرى عند حضور الملتزمة لجمع الأموال للحكومة فمن لا يستطيع الدفع يعاقب فيربط ويضرب بالكرباج (5) وكان كثير من الأقباط يموتون قبل تمام عقابهم .  ولم يذكر التاريخ وجود حالات إرتداد كثيرة فى هذا العصر .

البابا متاؤس يحرم خائناً قبطياً

وأراد أحد الأقباط أن يكتسب ود الباشا فذهب إلى بيت الجوالى ( إدارة جمع أموال الضريبة والجزية ) ووضع على الأقباط مبلغاً كبيراً من المال بالإضافة إلى ما يدفعونه أصلاً , فذهب الأقباط إلى البابا وأشتكوا له عمل أخيهم القبطى , فأرسل البابا فى طلبه وعاتبه وأوضح له أن هذا هو طريق الشرير , فلم يسمع ولم يصغى للعتاب ولا النهى ولم يرجع عن الضرر الذى يفعله لأهله الأقباط من أجل مصلحة نفسه , فأصدر البابا عليه الحرم , ولم تمض غير أيام حتى مات الرجل شر ميته (6) وأبطل الرب يسوع مشورته كما أبطل مشورة أخيتوفل .

شريعة الزوجة الواحدة

وذهبت إمرأة قبطية إلى البابا متاؤس تشكو إليه من أن زوجها تركها وهجرها وتزوج زوجة أخرى , فطلب البابا الرجل وزوجته الثانية وأفهمها أن زواجهما باطل لأن عقيدة المسيحية فى الزواج هو شريعة الزوجة الواحدة وعلى تحسب المسيحية الزواج الثانى زنا وقال له : " : " كيف تجرأت بالزواج الثانى وسلكت هذا المسلك الخاطئ ؟ .. ثم أمر البابا بالفصل بين الرجل وزوجته الثانية , فقالت المرأة : " كيف يكون هذا وأنا حامل منه ؟ " فأجاب البابا فى هدوء : " إن السيد المسيح هو الذى سيفصل بين الحق والباطل " وتركهما يخرجان من عنده بدون لأن يتفوة بكلمة أخرى , وبينما هما خارجان فوجئت المرأة بسقوط الجنين من بطنها , فخاف كلا من الرجل والمرأة من عدم تنفيذ أمر البابا لأنه كلمهما كمن له سلطان , ولم يكن تأثير هذه الحادثة على فاعليها فقط ولكنها إمتدت إلى جميع الشعب القبطى فأحس الناس بما كان يحسه المسيحيين الآوائل أيام أن كان الرسل يعملون بقوة الروح القدس أى : أنهم إمتلأوا خوفاً ومجدوا الرب " (7)

المسلمون يريدون أن يهدموا كنيسة الشهيد مرقوريوس

وحدث أن أثار الشيطان غوغاء المسلمين وعامتهم لهدم كنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس (أبى سيفين) , ولكى يضفوا على عملهم الصفة القانونية ذهبوا إلى الديوان وهم فى هرج ومرج فخاف الباشا منهم وإضطر ان يعين لهم أغا ليشرف على عملهم الشرير , وبلغت هذه الأخبار البابا متاؤس لإمتلأ قلبه حزنا لأمتلاك الشرير قلب المسلمين وقضى الليل ساهراً متضرعاً فى حرارة مستعطفاً الآب السماوى ليتدارك كنيسته التى إفتداها بدمه ويحفظ لشعبه كنيسته الكبيرة من الخراب , وإقترنت ضراعته بإستشفاعه بالشهيد مرقوريوس صاحب الكنيسة .

وكان رعاع المسلمين وعامتهم قد نجحوا فى الحصول على أمر بهدمها وإستصحبوا أغا وبعض الجنود وذهبوا جميعاً إلى كنيسة الشهيد مرقوريوس , ولما وصلوا إلى الكنيسة كان الوقت قد أمسى , فرأوا أن يبيتوا إلى جوار الكنيسة وإختاروا مكاناً بجوار منزل مجاور للكنيسة حتى يبدأوا عملهم الإجرامى فى الصباح الباكر , وبينما هم نائمون سقط عليهم حائط البيت  فقتلهم كلهم , ولما أصبح الصباح ورأى الناس الحائط ساقط على هؤلاء الشرار أمتلأت قلوبهم رهبة فلم يجسر أحد أن يقترب من الكنيسة , ولما أنقذ الرب الكنيسة رفع البابا صلاة الشكر للرب الإله الذى بدد مشورة الحمقى من المسلمين كما بدد مشورة أخيتوفل  فى القديم . (  

رسالة البابا عن حقيقة الوجود الإلهى فى سر الإفخارستيا (التناول)

كتب البابا متاؤس رسالة عن حقيقة الوجود الإلهى فى سر اففخارستيا , وقد صاغ تعبيرات رسالته بصورة شرقية صافية تشرح تبهاً لمفهوم التعليم الأرثوذكسى , فحفظها من التفسيرات الكاثوليكية وم جهة ومن الكالفينية (9) من الجهة الأخرى . (10)

البابا متاؤس يرسم مطرانين لأثيوبيا

أرسل البابا متاؤس مطراني إلى اثيوبيا أرسل الأول فى زمن الملك واسيليدس والآخر عندما ملك حينيس أبيه أحدهم يسمى شنودة والآخر أسمه خرسطوطولو .

نياحتـــــة
إنفتحى وأقبلينى لأسكن مع إخوتى

وحدث قبل نياحته بأيام أنه مضى إلى مقبرة الباباوات بكنيسة أبى سيفين وصلى هناك بصوت مسموع وقال : " إنفتحى وإقبلينى لأسكن مع أخوتى " ثم وقع مريضاً بعد أيام فأرسل فى طلب رئيسة دير الراهبات بحارة الروم وسلمها كل ما عنده وقال لها : " إحتفظى بهذه الأمانة بكل حرص وسلميها إلى من يأتى بعدى لأنها وقف على الكنيسة " ثم بعث بعد ذلك بخطابات إلى الأساقفة يوصيهم برعية الرب يسوع من الأقباط المسيحيين .
وقد مكث البابا متاؤس 14 سنة و 8 أشهر وقال الأنبا يوساب أسقف فوة : " تنيح البابا متاؤس الـ 102 فى 11 مسرى سنة 1391 ش وقد توفى فى القلاية ( المقر الباباوى) بكنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس بمصر , فإجتمع الكهنة والشعب القبطى فى يوم تجنيزه , ولم ياذن المتولى على مصر لهم بدفنه إلا بعد أن أخذ منهم أموالاً طائلة " وقال القس منسى يوحنا : " توفى فى 16 مسرى سنة 1391 ش التى توافق 1675 م ودفن بدير مرقوريوس ".
ودفنوه فى المغارة التى يدفن فيها البطاركة فى كنيسة الشهيد مرقوريوس تحت الهيكل وقد خلا الكرسى بعده سبعة شهور .

وكان هذا البطريرك هو آخر من سكن ( المقر الباباوى) فى حارة زويلة ومن بعده أنتقل مركز البطاركة إلى حارة الروم (12) 

==================





0 التعليقات:

إرسال تعليق

سلام ونعمه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.