جاءَت امرأة في إحْدى الْقُرىَ لأحَدِ العلماء الفلاسفة الحكماء
وَهيَ تظنّهُ ساحِرا وطلبَتْ مِنْهُ أنْ يعَملَ لهَا وصفة وعَمَلا سِحْريّا
بحَيْث يُحِبّها زوْجها حبّا لا يرى معهُ أحد مِنْ نِساءِ العالَمْ،
ولأنهُ عالِمٌ ومُربّ قالَ لهَا: إنّكَ تَطْلبينَ شيْئا ليْسَ بسَهْل
لقدْ طلبْتِ شيْئا عَظيما فهلْ أنتِ مُسْتعدة لتحَمُّل التكاليف ... ؟
قالتْ : نعَمْ قالَ لهَا : إنَّ الأمْرَ لا يَتم إلاّ إذا أحْضرْتِ شَعْرة مِنْ رَقبةِ الأسَدْ
قالتْ: الأسَدْ ؟
قالَ : نعَمْ .
قالَتْ : كَيْفَ أسْتطيع ذلِك والأسَدُ حَيوان مُفترسٌ وَلا أضمَن
أنْ يقتلني أليْسَ هُناكَ طريقة أسْهل وأكْثر أمْنا ... ؟
قالَ لهَا : لا يُمْكن أنْ يتمّ لكِ مَا تريدينَ مِنْ مَحبَّة الزّوْج
إلاّ بهذا وإذا فكَّرْتِ سَتجدين الطَّريقة المناسِبة لتحقيق الهَدَف.
ذهَبتِ الْمَرأة وهْيَ تَضرب أخماسَ بأسْداس تُفكِّر في كَيْفيَّةِ
الْحُصول علىَ الشَّعْرة المَطْلوبة فاسْتشارتْ مَنْ تثق بحِكْمتهِ
فقيلَ لهَا أنَّ الأسَدَ لا يَفترس إلا إذا جاعَ وعَليْهَا أنْ تُشْبعهُ حَتّىَ تأمَن شرّه
أخذتْ بالنّصيحة وذهَبَتْ إلىَ الغابةِ القريبةِ مِنهُم وبدأتْ ترْمي
لِلأسَد قِطَع الّلحْم وتبْتعِد ... واسْتمرَّت في إلقاءِ الَّلحْم إلىَ أنْ
ألِفت الأسَد وألِفها مَعَ الزَّمَن وفي كُلّ مرَّة كانتْ تقترب مِنهُ قليلا
إلىَ أنْ جاءَ اليْوم الَّذي تمَدَّدَ الأسَدُ بجانبها وهْوَ لا يشُكُّ في مَحَبَّتِهَا لَهُ ...
فوَضعَت يَدَهَا عَلىَ رأسِه وأخذت تمْسَح بها عَلىَ شعْرهِ ورَقبتهِ
بكُلِّ حَنان وبيْنما الأسد في هذا الإسْتمْتاع والإسْترْخاء لمْ يكُن مِنَ
الصَّعْبِ أنْ تأخذ المرْأة الشعْرة بكُلِّ هُدوء ومَا إنْ أحسَّتْ بتمَلُّكها
للشَّعْرة حَتَّىَ أسْرَعَتْ لِلعالِم الَّذي تظنّهُ ساحِرا لِتُعطيهِ إيَّاها
والفرْحة تملأ نفسهَا بأنَّها المَلاك الذي سَيتربَّعُ علىَ قلْبِ
زوْجها وإلىَ الأبد
فلمَّا رأىَ العالِم الشَّعْرة سَألَها :
مَاذا فعَلْتِ حَتَّىَ اسْتطعْتِ أنْ تَحْصلي عَلىَ هَذهِ الشَّعْرة ... ؟
فَشَرَحَتْ لهُ خطَّة ترْويض الأسدْ , والَّتي تلخَّصَتْ في مَعْرفة
الْمَدْخل لِقلْبِ الأسَدْ أوَّلا وهْوَ البَطن ثمَّ الإسْتمْرار والصَّبر
علىَ ذلِكَ إلىَ أنْ يَحينَ وقتُ قطْفِ الثَّمَرَة .
حينهَا قالَ لهَا العالِم :
يا سيدتي ... زوْجُكِ ليْسَ أكْثر شراسة مِنَ الأسَد ..
إفعلي مَعَ زوْجك مِثل مَا فعَلْتِ مَعَ الأسَدِ تمْلكيه
تَعَرَّفي علىَ الْمَدْخل لِقلبهِ وأشْبعية حبا وطاعة وتقديرا تأسريه
وضعي الْخطَّة لِذلِكَ واصْبري
.
.
.
اتمنى تكون الرسالة وصلت لكل زوجة بتشتكى من زوجها
0 التعليقات:
إرسال تعليق
سلام ونعمه